الإمامة دون غيره ؛ فلا يجدوا إلى منازعته سبيلا.
وإلا (١) وجب التقدير بحسب القرائن.
ثم الحذف :
(٣٨٤) إمّا للبيان بعد الإبهام ـ كما فى فعل المشيئة ـ ما لم يكن تعلقه به غريبا ؛ نحو : (فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ)(٢) بخلاف نحو [من الطويل ] :
ولو شئت أن أبكى دما لبكيته ...
وأما قوله (٣) [من الطويل ] :
ولم يبق منّى الشّوق غير تفكّرى |
فلو شئت أن أبكى بكيت تفكّرا |
فليس منه ؛ لأنّ المراد بالأول البكاء الحقيقىّ.
(٣٨٨) وإمّا لدفع توهّم إرادة غير المراد ابتداء ؛ كقوله (٤) [من الطويل ] :
وكم ذدت عنّى من تحامل حادث |
وسورة أيّام حزرن إلى العظم! |
إذ لو ذكر اللحم ، لربّما توهّم قبل ذكر ما بعده أن الحزّ لم ينته إلى العظم.
(٣٨٩) وإما لأنه أريد ذكره ثانيا على وجه يتضمّن إيقاع الفعل على صريح لفظه ؛ إظهارا لكمال العناية بوقوعه (٥) عليه (٦) ؛ كقوله (٧) [من الخفيف ] :
قد طلبنا فلم نجد لك فى السّؤ |
دد والمجد والمكارم مثلا |
ويجوز أن يكون السبب ترك مواجهة الممدوح بطلب مثل له.
(٣٩١) وإمّا للتعميم مع الاختصار ؛ كقولك : قد كان منك ما يؤلم ، أى : كلّ أحد ؛ وعليه :
__________________
(١) أى وإن لم يكن الغرض عند عدم ذكر المفعول المتعدى المسند إلى فاعله إثباته لفاعله أو نفيه عنه مطلقا بل قصد تعلقه بمفعول غير مذكور.
(٢) الأنعام : ١٤٩.
(٣) هو للجوهرى من شعراء الصاحب بن عباد.
(٤) البيت للبحترى ، أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ٨٢.
(٥) أى الفعل الثانى.
(٦) أى على المفعول.
(٧) البيت للبحترى التخريج السابق.