رؤية مخاطب فيكون المخاطب فى أصله مضافا إليه ، ثم حذف المضاف ، وهو الرؤية ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، ولذلك ذكر الفعل ثم أشار إلى نعت التعريف بالعلمية وأتبعها بالضمير ؛ لأنها تليه فى التعريف فقال (و) يكون تعريفه.
تعريف المسند إليه بالعلمية
(بالعلمية) أى : بإيراده علما وهو ما وضع لشيء مع جميع مشخصاته التى تلازمه ، ويرتفع بها عنه صحة تعدده بوجوده فى أفراد كثيرة ، ومنها وجوده الخارجى فلا يرد صحة تبدل بعض المشخصات ، فيكون اللفظ بعد تبدلها مجازا ، وأما أسماء الكتب ، فإن قلنا إنها وضعت كلية للقدر المشترك بين النسخ ، أو ما وجد فيها خرج عن العلمية ، وإن قلنا إنها للنقوش الأولى وهى نسخة المصنف كان الإطلاق على غيرها من باب تعدد الوضع ، فتدخل فى الأعلام المشتركة وكل ما يقدر فى أسماء الكتب من غير هذا ، فهو تمحل لا حاصل له تأمله.
(لإحضاره) أى : التعريف بالعلمية يكون لغرض إحضاره المسند إليه (بعينه) أى : بشخصه ولو بما يرفع عنه التعدد كوجود الهوية ، وإنما قلنا كذلك ؛ لأن ظاهره لا يشمل ما لا تعرف له مشخصات ، كمدلول الجلالة ، واحترز بهذا من إحضاره باسم الجنس فإنه مشعر باعتبار أصل الوضع بالعموم ، ولو عينت القرينة الهوية كقولنا رجل عالم جاءنى فإن هذا لم يحضره من جهة الهوية ، وإنما أحضره من جهة الجنسية المنافية من حيث هى للشخصية (فى ذهن السامع ابتداء) أى : فى أول مرة واحترز به عن احضاره ثانيا بواسطة وجود العلم أولا نحو (جاءنى زيد وهو راكب) فإن الضمير عينه بواسطة معاده الذى عينه أولا ، فكان إحضاره به ثانيا ، والمراد بالإحضار الإحضار بالقوة ، بمعنى أنه إن أحضر به يكون ذلك الإحضار ثانيا ، فلا يرد أن يقال قد حضر بالمعاد فالإحضار بالضمير مع قوة العهد بالمعاد تحصيل للحاصل ؛ لأنا نقول إذا أحضر به كما لو غفل عنه إثر الحضور يكون الإحضار ثانيا ، أو المراد الدلالة وهى المخالفة للأولى فى الجملة ، وهى الثانية باعتبارها ، ثم إن المراد أيضا الإحضار باللفظ بعد الإحضار بآخر معين ، فلا يرد أن المعرف بلام العهد ، وبالصلة ، وبالإضافة ذات العهد