الفائدة المعارف ؛ لأنها تفيد التعيين بالوضع ، والنكرة لا شك أنها يمكن
تعيينها بالوصف الخاص كقولنا : الله خالق كل شيء هو رجاء كل أحد ، لكن ليس ذلك
بأصل الوضع فهو عارض قليل ، فالمعارف فى ذلك هى الأصل وقدم التعريف فى المسند إليه
عن التنكير ؛ لأن التعريف فيه هو الأصل وقدم فى المسند التنكير لأنه فيه هو الأصل
فأشار إلى نكتة الضمير وقدمه على سائر المعارف ؛ لأنه عند النحويين أعرفها فى
الجملة فقال :
تعريف المسند إليه بالإضمار
(وأما تعريفه)
أى : جعل المسند إليه معرفة بإيراده كذلك (ف) يكون (بالإضمار) أى : بالإتيان به
ضميرا (لأن المقام للمتكلم) ولا يشعر بالتكلم بخصوصه إلا بالضمير من المعارف ،
كقولك أنا عرفت ضميرك (أو) لأن المقام (للخطاب) ولا يشعر ـ أيضا ـ بخصوص الخطاب
إلا الضمير كقولك : أنت عرفت ما فى ضميرى (أو) لأن المقام (للغيبة) ولا يشعر ـ أيضا
ـ بخصوص الغيبة إلا الضمير ، ولهذا يقال فى الضمير ما أشعر بتكلم ، أو خطاب ، أو
غيبة ، ثم الغيبة لا بد فيها من تقدم ذكر المعاد إما لفظا تحقيقا نحو جاءنى زيد
وهو يضحك أو تقديرا بأن يكون المعاد فى تقدير التقديم ؛ لأن التقديم رتبته نحو فى
داره زيد فإن المبتدأ فى تقدير التقديم ، وإما معنى بأن يتقدم لفظ يدل عليه نحو
قوله تعالى (اعْدِلُوا هُوَ
أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) فالضمير للعدل ، وقد تقدم معناه فى لفظ (اعدلوا) أو بأن
توجد قرينة دالة عليه نحو قوله تعالى (حَتَّى تَوارَتْ
بِالْحِجابِ) فإن قرينة ذكر العشى ، والتوارى بالحجاب مع سياق الكلام
الدال على فوات وقت الصلاة تدل على أن المعاد للشمس ، وإما حكما بأن لا يدل عليه
شيء مما ذكر لكن قدم لنكتة كضمير رب والشأن ، فإن التقدم فيهما لازم للضمير لنكتة
وهى البيان بعد الإبهام لكن حكم الضمير التأخر فالمعاد فى حكم التقدم كذا قيل فى
التقدم الحكمى ثم لما ذكر أن من موجبات الإضمار كون المقام مقام الخطاب ومعلوم أن
الخطاب توجيه الكلام لحاضر مع أن المعارف فى الجملة الأصل فيها الوضع لتستعمل فى
__________________