بمكة ، وعليها عثمان بن عبد الله بن سراقة أميرا ، فسمعته يخطبهم ، فقال : يا أهل مكة ، ما لكم قد أقبلتم على عمارة البيت أو الطواف ، وتركتم الجهاد في سبيل الله؟ ولا سواقووا (١) المجاهدين. إني سمعت من أبي ، عن ابن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : «من أظلّ غازيا أظلّه الله ، ومن جهّز غازيا حتى يستقلّ كان له مثل أجره ، ومن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة».
__________________
قلت : الحديث هكذا في الأصل ، وهكذا نقله الفاسي بحروفه في العقد الثمين ٦ / ١٥٢ ، مما يفيد أن الخبر ليس فيه تصحيف في الأصول المعتمدة من كتاب الفاكهي ، لكن هنا أمور يجب التنبيه عليها :
أ) إنّ جميع من روى هذا الحديث إنّما رواه من حديث عمر ، وليس من حديث عبد الله بن عمر.
ب) عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي ، صحابي ، ترجمه ابن حجر في الاصابة ٢ / ٣٠٧ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٣١ ـ ٢٣٢ ، ورجّح في الاصابة أنه ليست له رواية ، لكنه في التهذيب نقل عن خليفة بن خياط أن عبد الله هذا شهد بدرا ، وروى عن عمر حديثا ، ومات في خلافة عثمان أه. قلت : لعلّ الذي يشير إليه خليفة ، هو هذا الحديث.
ج) عثمان بن عبد الله بن سراقة ، تابعي ، روايته عن عمر مرسلة ، ولم ينصّ أحد أنه روى عن أبيه ، مع احتمالها. وجميع من أخرج هذا الحديث إنما رواه عن عثمان ، عن عمر بن الخطاب ، إلّا الفاكهي هنا ، فقد خالفهم فرواه عن عثمان ، عن أبيه ، عن ابن عمر.
د) في رواية ابن جرير ، قال : (عن عثمان ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول) أفاد ابن حجر أن أباه هنا ، هو : عمر بن الخطاب. وقال : تجوّز في قوله (سمعت أبي) فأطلق على جدّه ، لأنه أبو أمه. وقوله : ابن بنت عمر ، بنت عمر ، هي : زينب ، وكانت أصغر ولد عمر. كذا في تهذيب التهذيب ٧ / ١٢٩.
(١) كذا في الأصل. وسقطت هذه العبارة من الفاسي فالعبارة عنده (وتركتم الجهاد في سبيل الله والمجاهدين).