باب الجواب ب «بلى» و «نعم»
الجواب لا يخلو أن يكون لملفوظ به أو لمقدّر. والجواب كالكلام ، نحو قولك لمن تقدّره مستفهما عن قيام زيد ، هل وقع أم لا : «قام زيد» ، أو «لم يقم زيد». ولا يجوز أن تقول : «نعم» ، ولا «لا» ، لأنّه لا يعلم ما تعني بذلك ، لأنه لم يذكر ما تثبته ولا ما ترده.
فإن كان الجواب لملفوظ به ، فلا يخلو أن يكون جوابا لنفي صريح ، أو لا يكون. فإن كان جوابا لنفي صريح ، فإن أردت التصديق ، قلت : «نعم» ، وإن أردت التكذيب ، قلت : «بلى» ، فتقول في جواب من قال : «قام زيد» : «نعم» ، إذا صدقته ، و «بلى» ، إذا كذبته.
وكذلك إذا دخلت أداة الاستفهام على المنفي ، ولم ترد التقرير ب «لا» أبقيت الكلام على نفيه ، فتقول في تصديق النفي : «نعم» ، وفي تكذيبه : «بلى». نحو قولك : «ألم يقم زيد»؟ فتقول في تصديق النفي : «نعم» ، وفي تكذيبه : «بلى». فإن لم يكن جوابا لنفي صريح ، فلا يخلو من أن يكون لتقرير أو لموجب قبل الاستفهام ، أو لموجب باق على إيجابه.
فإن كان جوابا باقيا ، فلا يخلو أن تريد تصديقه أو تكذيبه. فإن أردت تصديقه أثبت ب «نعم» ، وإن أردت تكذيبه لموجب أتيت ب «بلى» ، فتقول لمن قال : «قام زيد» : «نعم» أو «بلى».
وكذلك الموجب الداخل عليه أداة الاستفهام يثبت ب «نعم» ويردّ ب «لا» ، فتقول لمن قال : «هل قام زيد» : «نعم» أو «لا» ، إلّا أن يكون السؤال بالهمزة و «أم» المتصلة فإنّ الجواب أحد الشيئين أو الأشياء.