وجهه فيه إبدال الإعراب ليس لكلمة بحق الأصل كما هو إعراب لها بحق الأصل.
فمن تغيير الإعراب عن جهته قوله [من الوافر] :
سأترك منزلي لبني تميم |
|
وألحق بالحجاز فأستريحا(١) |
فنصب الفعل بعد الفاء في الواجب وكان حقه أن يكون مرفوعا. فالنصب إذن كالبدل من الرفع. ومن ذلك قوله [من الطويل] :
٩٦١ ـ لنا هضبة لا ينزل الذلّ وسطها |
|
ويأوي إليها المستجير فيعصما |
فنصب ما بعد الفاء في الواجب. وكذلك قول الأعشى [من الطويل] :
٩٦٢ ـ هنالك لا تجزونني عند ذاكم |
|
ولكن سيجزيني الإله فيعقبا |
__________________
(١) تقدم بالرقم ٥٤٢.
٩٦١ ـ التخريج : البيت لطرفة بن العبد في ملحق ديوانه ص ١٥٩ ؛ والرد على النحاة ص ١٢٦ ؛ والكتاب ٣ / ٤٠ ؛ وللأعشى في خزانة الأدب ٨ / ٣٣٩ ؛ والخصائص ١ / ٣٨٩ ؛ ولسان العرب ١٠ / ٤٢٧ (دلك) ؛ والمحتسب ١ / ١٩٧ ؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ١٢٣ ؛ ورصف المباني ص ٢٢٦ ، ٣٧٩ ؛ والمقتضب ٢ / ٢٤.
اللغة : يعصم : يمنع ويحمي. وكنى بالهضبة عن عزة قومه ومنعتهم.
المعنى : إن لنا قوما منيعين لا يستطيع عدو أن يضربنا أو يلحق الذل بنا ، وقومنا يحمون من يلتجىء إليهم.
الإعراب : لنا : جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. هضبة : مبتدأ مؤخر مرفوع. لا ينزل : «لا» : نافية ، «ينزل» : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الذل : فاعل مرفوع بالضمة. وسطها : مفعول فيه ظرف مكان متعلق بالفعل «ينزل» ، و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ويأوي : «الواو» : عاطفة ، «يأوي» : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. إليها : جار ومجرور متعلقان بالفعل «يأوي». المستجير : فاعل مرفوع بالضمة. فيعصما : «الفاء» : عاطفة ، «يعصما» : فعل مضارع للمجهول ، منصوب ب «أن» مضمرة في الإيجاب شذوذا ، والمصدر المؤول معطوف على مصدر منتزع مما تقدم والتقدير : ويكون إيواء فعصمة ، و «الألف» للإطلاق.
وجملة «لنا هضبة» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «لا ينزل الذل» في محل رفع صفة ل «هضبة».
وجملة «يأوي المستجير» : معطوفة على جملة «ينزل». وجملة «يعصما» : صلة الموصول لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «فيعصما» حيث نصب بعد الفاء ما حقه الرفع.
٩٦٢ ـ التخريج : البيت للأعشى في ديوانه ص ١٦٧ ؛ والأزهية ص ٢٦٣ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٤٢١ ؛ والرد على النحاة ص ١٢٥ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ٣٨٦ ؛ والكتاب ٣ / ٣٩ ؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٦٩ ، ٢٧٥.