ذلك قوله [من الطويل] :
٩٦٠ ـ فلست خراسان التي كان خالد |
|
بها أسد إذ كان سيفا أميرها |
يريد : فلست خراسان التي كان خالد بها سيفا إذ كان أسد أميرها ، فقدم اسم «كان» عليها ، وهو «أسد» ، وفصل ب «كان» بين المبدل منه ، وهو «أسد» ، وبين البدل ، وهو «أميرها» (٢).
ومن ذلك قوله [من الطويل] :
٩٦١ ـ صددت فأطولت الصدود وقلّما |
|
وصال على طول الصدود يدوم(٣) |
فقدم فاعل «يدوم» عليه وهو «وصال».
ومن النحويين من زاد في الضرائر فصلين : أحدهما تغيير الإعراب عن جهته ، والآخر تذكير المؤنث وتأنيث المذكر.
وذلك عندنا من فصل البدل ، لأنه لا يؤنث المذكر حتى يعامل معاملة ما في معناه مما هو مذكر ، ولا يذكّر مؤنث حتى يعامل ما هو مؤنث في معناه. وكذلك تغيير الإعراب ،
__________________
٩٦٠ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في الخصائص ٢ / ٣٩٧.
المعنى : لست خراسان التي كان خالد بها سيفا عندما كان أسد أميرها.
الإعراب : فلست : «الفاء» : بحسب الفاء ، «لست» : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع اسم ليس. خراسان : خبر ليس منصوب بالفتحة. التي : اسم موصول في محل نصب صفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. خالد : اسم كان مرفوع بالضمة. بها : جار ومجرور متعلقان بخبر كان المؤخر. أسد : اسم كان متقدم على فعله مرفوع بالضمة. إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق ب «سيفا». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. سيفا : خبر كان الأولى منصوب ، والتقدير «كان خالد بها سيفا». أميرها : خبر كان الثانية منصوب ، و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة «لست خراسان» : بحسب الفاء. وجملة «كان خالد سيفا» : صلة الموصول لا محل لها. وجملة «كان أسد أميرها» : مضاف إليها محلها الجر.
والشاهد فيه قوله : «كان خالد بها أسد إذ كان سيفا أميرها» : حيث قدم اسم كان عليها وهو أسد.
(١) كذا ، والصواب بين الاسم والخبر.
(٢) تقدم بالرقم ٦١.