تقديره : وما كنت أخشى الدهر إحلاس مسلم من الناس مسلما ذنبا جاءه ، وهو تقدم الضمير وهو ما يعود عليه وهو مسلم المتأخر. ومنه أيضا [من الكامل] :
هيهات قد سفهت أمية رأيها |
|
فاستجهلت حلماؤها سفهاؤها |
حرب تردّد بينهم بتشاجر |
|
قد كفّرت آباؤها أبناؤها(١) |
أي : لبست الدروع ، ففصل بين المبدل منه ، وهو أمية ، والبدل ، وهو حلماؤها ، بالجملة التي هي «فاستجهلت» ، وفصل بين الفعل ، وهو «استجهلت» ، وفاعله ، وهو سفهاؤها ، بالبدل ، وهو حلماؤها. وفصل بين المصدر ، وهو «بتشاجر» وفاعله ، وهو أبناؤها ، بالجملة التي هي «قد كفرت آباؤها».
وحمل ثعلب هذين البيتين على غير التقديم والتأخير ، فجعل «حلماؤها سفهاؤها» مبتدأ وخبرا ، أي : حلماؤها مثل سفهائها في الجهل ، وجعل «آباؤها أبناؤها» كذلك ، كأنه قال : آباؤها مثل أبنائها في التكفير. ومنه [من المنسرح] :
٩٥٨ ـ فأصبحت بعد خطّ بهجتها |
|
كأنّ قفرا رسومها قلما |
__________________
مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع اسم كان. أخشى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا. الدهر : مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل «أخشى». إحلاس : مفعول به منصوب بالفتحة. مسلم : مضاف إليه مجرور بالكسرة. من الناس : جار ومجرور متعلقان بصفة ل «مسلم». ذنبا : مفعول به للمصدر «إحلاس» ، منصوب بالفتحة «إحلاس مسلم ذنبا». جاءه : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وهو : «الواو» : حرف عطف ، «هو» : ضمير رفع منفصل في محل رفع معطوف على فاعل «جاء». مسلما : مفعول به لاسم الفاعل مسلم منصوب بالفتحة.
وجملة «أخشى» : في محل نصب خبر كنت. وجملة «كنت أخشى» : حسب ما قبلها. وجملة «جاءه» : في محل نصب صفة.
والشاهد فيه قوله : «جاءه وهو» حيث قدم الضمير وهو ما يعود عليه وهو مسلم.
(١) تقدم بالرقم ٤٦٧.
٩٥٨ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ٤ / ٤١٨ ؛ والخصائص ١ / ٣٣٠ ، ٢ / ٢٩٣ ؛ ولسان العرب ٧ / ٢٨٧ (خطط).
المعنى : يصف الشاعر الديار بالخلاء وارتحال الأنيس ، وذهاب المعالم. وأصل ترتيب البيت : «فأصبحت قفرا بعد بهجتها كأن قلما خط رسومها».
الإعراب : «فأصبحت» : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «أصبح» : فعل ماض ناقص مبني على الفتح