بالصلة. فكذلك ما شبّه به. فمن ذلك قول الشاعر [من الطويل] :
فبيناه يشري رحله قال قائل |
|
لمن جمل رخو الملاط نجيب(١) |
فأجرى «بينا هو» بعد الإسكان مجرى «رماه».
وقال الآخر [من الرجز] :
دار لسعدى إذه من هواكا(٢)
فأجرى «إذ هي» بعد إسكان الياء مجرى «عليه» ، فلم يأت بصفة لذلك.
ومن الحذف أيضا حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه ، حيث لا يجوز ذلك في الكلام ، وذلك في ثلاثة أماكن :
أحدها : صفة «أي» المنادى ، نحو قولك : «يا أيّها الرجل». ولا يجوز أن تقول «يا الرجل» ، إلّا في ضرورة. قال الشاعر [من الوافر] :
من أجلك يا التي تيّمت قلبي |
|
وأنت بخيلة بالودّ عنّي(٣) |
يريد : يا أيّتها التي. وقول الآخر [من الرجز] :
فيا الغلامان اللذان فرّا |
|
إيّاكما أن تكسباني شرّا(٤) |
يريد : فيا أيّها الغلامان.
والثاني أن تكون الصفة غير حقيقية. أعني جملة أو ظرفا أو مجرورا ، نحو قولك : «جاءني يقوم أبوه» ، تريد : جاءني رجل يقوم أبوه. فإنّ ذلك لا يجوز في الكلام إلّا في موضعين. أحدهما : مع «من» نحو قوله : منّا ظعن ومنا أقام ، تريد منّا رجل ظعن ومنّا رجل أقام. وعليه قوله [من الطويل] :
٩١٥ ـ وما الدهر إلّا تارتان فمنهما |
|
أموت ومنها أبتغي العيش أكدح |
__________________
(١) تقدم بالرقم ٤٦٣.
(٢) تقدم بالرقم ٤٦٤.
(٣) تقدم بالرقم ٥٠٧.
(٤) تقدم بالرقم ٥٠٦.
٩١٥ ـ التخريج : البيت لتميم بن مقبل في ديوانه ص ٣٨ ؛ وحماسة البحتري ص ١٢٣ ؛ والحيوان ٣ / ٤٨ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٥٥ ؛ والدرر ٦ / ١٨ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١١٤ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٦٣٤ ؛ والكتاب ٢ / ٣٤٦ ؛ ولسان العرب ٢ / ٥٦٩ (كدح) ؛ ولعجير السلولي في سمط اللآلي ص ٢٠٥ ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠ / ١٧٥ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٤٧ ؛ ولسان العرب ٤ / ٩٧ (تور) ؛ والمحتسب ١ / ٢١٢ ؛ والمقتضب ٢ / ١٣٨ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٢٠.
المعنى : يقول الشاعر إن الحياة مرحلتان ، مرحلة يموت فيها ومرحلة يعمل للعيش وللكسب.