فحذف صلة الضمير في «ربّه».
ومن ذلك قول الآخر [من الطويل] :
٩١١ ـ إن يك غثّا أو سمينا فإنّني |
|
سأجعل عينيه لنفسه مقنعا |
فحذف صلة الضمير من «لنفسه».
وقد يجوز في الاضطرار حذف الصلة وحركة الضمير ، إلّا أنّ ذلك أحسن من الأول ، ووجهه إجراء الوصل مجرى الوقف. فكما تقول : «به» ، و «ضربه» ، و «يضربه» ، في الوقف
__________________
«حج». «وما» : «الواو» : عاطفة ، و «ما» : زائدة لتوكيد النفي. «اعتمرا» : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» ، والألف للإطلاق.
وجملة «معبر الظهر» : بحسب ما قبلها. وجملة «ينبي» : في محل رفع خبر ثان. وجملة «حج» : استئنافية لا محل لها. وجملة «اعتمرا» : معطوفة على جملة «حج» فهي مثلها لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «ربه» اختلس الشاعر الضمة التي على ضمير الغائب المجرور اختلاسا ، ولم يشبع هذه الضمة حتى تنشأ عنها واو.
٩١١ ـ التخريج : البيت لمالك بن خريم في الأصمعيات ص ٦٧ ؛ وسمط اللآلي ص ٧٤٩ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٤٣ ؛ والكتاب ١ / ٢٨ ؛ وبلا نسبة في شرح شواهد الإيضاح ص ٢٨٤ ؛ والمعاني الكبير ص ٤٢٢ ؛ والمقتضب ١ / ٣٨ ، ٢٦٦.
المعنى : يصف الشاعر ضيفا نزل به ، فيقول : إني سأقدم أفضل ما عندي من القرى إكراما له ، وسأحكّمه فيه ليختار منه أفضل ما تقع عليه عيناه ، فيقنع بذلك.
الإعراب : «فإن» : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «إن» : حرف شرط جازم. «يك» : فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه السكون الظاهرة على النون المحذوفة للتخفيف ، واسمها ضمير مستتر تقديره هو. «غثا» : خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة. «أو» : حرف عطف. «سمينا» : اسم معطوف منصوب بالفتحة. «فإنني» : الفاء رابطة لجواب الشرط ، «إن» : حرف مشبه بالفعل و «النون» للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محل نصب اسمها. «سأجعل» : السين للاستقبال ، «أجعل» : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنا). «عينيه» : مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الياء وحذفت النون للإضافة والهاء مضاف إليه. «لنفسه» : اللام حرف جر ، «نفسه» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة ، والهاء : ضمير في محل جر مضاف إليه ، والجار والمجرور متعلقان ب «مقنع». «مقنعا» : مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة «إن يك فإنني سأجعل» : بحسب ما قبلها. وجملة «فإنني سأجعل» : في محل جزم جواب الشرط. وجملة «أجعل» : في محل رفع خبر إن.
والشاهد فيه قوله : «لنفسه» فإن الشاعر قد اختلس كسرة الهاء اختلاسا ، ولم يمطلها حتى تنشأ عنها ياء. وذلك مما يقع في الشعر.