فحذف الياء من «تعطي» ، واكتفى بالكسرة عنها.
ومن حذف الواو [من الوافر] :
فلو أنّ الأطبّا كان حولي |
|
وكان مع الأطبّاء الأساة(١) |
فحذف واو الضمير. وإنّما جاز ذلك لأنّ فيه رد الشيء إلى أصله ، لأنّ هذه الحروف المحذوفة زوائد.
وأمّا حذف واو الضمير والياء من «تعطي» وإن لم تكونا زائدتين فمشبّهات بالزائدة.
ومن الحذف أيضا حذف صلة الضمير المذكّر الغائب المنصوب ، إذا كان ما قبله متحركا. وذلك أنّ العرب تصله بواو إذا كان ما قبله مضموما أو مفتوحا ، نحو : «ضربه» و «يضربه» ، وبياء إذا كان ما قبله مكسورا ، نحو : «به» ، ومنهم من يصله بواو نحو : «به». فإذا وقفت حذفت الصلة ، فقلت : «به» ، و «ضربه» ، و «يضربه». وهذا حكمه في الكلام.
ولا يجوز حذف هذه الصلات في الوصل إلّا في ضرورة شعر ، لأن ذلك من قبيل ردّ الكلمة إلى أصلها. لأنّ هذه الصلات زوائد ، بدليل حذفها في الوقف. فمن ذلك قول الشاعر [من البسيط] :
٩١٠ ـ أو معبر الظهر ينبي عن وليته |
|
ما حجّ ربّه في الدّنيا وما اعتمرا |
__________________
وجملة «لا تليق» : في محلّ رفع خبر ل (كفّ). وجملة «أخرى تعطي» : معطوفة على جملة (كفّ ما تليق) في محلّ رفع. وجملة «تعطي» : في محلّ رفع خبر (أخرى).
والشاهد فيه قوله : «تعط» حيث حذف الياء والكسرة دليل عليها ، والأصل «تعطي».
(١) تقدم بالرقم ٦٧٦.
(٩١٠) ـ التخريج : البيت لرجل من باهلة في شرح أبيات سيبويه ١ / ٤٢٢ ؛ والكتاب ١ / ٣٠ ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٥ / ٢٦٩ ؛ ولسان العرب ٤ / ٥٣٣ (عبر) ؛ والمقتضب ١ / ٣٨ ؛ والمقرب ٢ / ٢٠٤.
اللغة : معبر الظهر : البعير الممتلىء باللحم مع كثرة وبر. الولية : البرذعة.
المعنى : وهذا البعير قد اشتد سمنه وكثر وبره فأنبأ مظهره عنه فهو لم يستعمل في سفر حج أو عمرة.
الإعراب : «أو» : بحسب ما قبلها. «معبر» : خبر أول لمبتدأ محذوف تقديره : «هو» ، أو بحسب ما قبل «أو» ، مرفوع بالضمة الظاهرة. «الظهر» : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. «ينبي» : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل. «عن» : حرف جر. «وليته» : اسم مجرور والهاء ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة وهما متعلقان بالفعل. «ما» : نافية لا عمل لها. «حجّ» : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. «ربه» : فاعل مرفوع بالضمة والهاء في محل جرّ بالإضافة. «في الدنيا» : في حرف جر ، «الدنيا» : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل