وقد جاء في القليل على أفعال ، قالوا : يمين وأيمان ، شاذّ لا يقاس عليه. فأما قولهم : سماء وأسمية ، ففيه قولان : منهم من جعله شاذّا في جميع المؤنّث ، ومنهم من جعله مذكّرا ، واستدلّ على ذلك بقوله تعالى : (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ)(١) ، ولم يقل : منفطرة.
والذي يجعله مؤنثا يجعله من باب النسب ، نحو : حائض وطامث ، ويجعل قولهم : «أسمية» شاذّا ، وسهل جمعه على أفعلة لما كان يلزمه من الاعتلال حتى يصير على اسم ، أو جمعه على قياس جمعه. وقد جمعوا فعالا في الكثير على فعول ، قالوا : عناق وعنوق ، ومن أمثالهم : «العنوق بعد النوق» (٢). وحكى : عنق وعنق على فعل ، بضمّ العين ، وفعل ، بإسكانها. وقد جمعوا فعالا على فعل وعلى فعائل ، وقالوا : شمال وشمل وشمائل. وذلك قليل ، وما عدا ذلك التزم فيه أفعل.
وأمّا فعول للمؤنث ، فحكمه حكم المذكّر لا فرق بينهما ، نحو : قدوم وقدم ، فإن لحقت لهذه الأمثلة تاء تأنيث.
فأمّا فعيلة ، فتجمع على فعائل ، نحو : صحيفة وصحائف ، وعلى فعل شاذّا ، نحو : سفينة وسفن ، وصحيفة وصحف.
والمعتل اللام من هذا يجمع على فعائل خاصة ، إلّا أنه لا بدّ من تحويل الكسرة فتحة ، وقلب الياء الأخيرة ألفا ، والهمزة ياء للعلّة التي تذكر في التصريف فيه ، نحو : مطيّة ومطايا.
فإن كان على غير ذلك من الأوزان ، جمع على فعائل ، ولا يتجاوز ذلك ، نحو : ذؤابة وذوائب ، ورسالة ورسائل ، وحلوبة وحلائب ، وحمامة وحمائم.
__________________
«الواو» : حرف عطف ، «أشمل» : معطوف على مجرور ، مجرور مثله بالكسرة.
والشاهد فيه قوله : «أيمن» حيث هي جمع (يمين). و «أشمل» حيث هي جمع (شمال).
(١) المزمل : ١٨.
(٢) ورد المثل في جمهرة الأمثال ٢ / ٥٦ ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٤٢ ، ٩٧٩ ؛ والحيوان ٥ / ٤٦٢ ؛ والدرّة الفاخرة ١ / ٧٠ ؛ ولسان العرب ١٠ / ٢٧٥ (عنق) ؛ والمستقصى ١ / ٣٣٤ ؛ ومجمع الأمثال ٢ / ١٢ ، ٤٢. والعنوق : جمع العناق ، وهي الأنثى من أولاد المعز. والنوق : جمع ناقة. والمعنى : كنت صاحب نوق ، فصرت صاحب عنوق. يضرب لمن كانت له حال حسنة ثمّ ساءت.