وستمائة وأربعة وتسعون درهما ، وفي الطوق الذهب الذي فوقه سبعمائة وأربعون مثقالا ، وجعل الطوق الأعلى أيضا قطعتين يدخل المقام في إحداهما ، ثم يلصق عليها الأخرى ، ثم يذاب عليهما الرصاص ، ثم تضبّب أركانها بضباب من ذهب ، ثم يسمّر بعد ذلك. وجعل الطوق الأعلى ذهبا مضمنا وحده ، فكل ما في الطوق من الذهب ألف دينار ومائة وتسعة وخمسين مثقالا ، وجعل على الطوق الأعلى نجوما وهي مسامير من ذهب كما يدور الطوق ، عدد النجوم ستون مسمارا إلا واحدا ، ووزنها ثلاثة وتسعون مثقالا تجمع ما في الطوق الأعلى والأسفل / من الذهب بالنجوم ألفا مثقال إلا ثمانية مثاقيل (١) ، وعمل على جنس من الصناعة يقال له : الألسن ، فأقام الصاغة يعملونه بقية المحرم وصفر ، حتى إذا كان يوم الاثنين ، وذلك أول يوم من شهر ربيع الأول ، أرسل علي بن الحسن إلى الحجبة يأمرهم بحمل المقام إلى دار الإمارة ليركبوا عليه الطوقين اللذين عملا له على ما وصفنا ليكون أقل لزحام الناس ، فأتوا به إلى دار الإمارة وأنا عنده ، وعنده جماعة من الناس من حملة العلم وغيرهم ، في ثوب يحملونه حتى وضعوه بين يديه ، فجاء بشر الخادم ـ مولى أمير المؤمنين ـ وقد قدم في هذه السنة على عمارة المسجد الحرام ، ومسجد النبي ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ واصلاحهما ، فأمر علي بن الحسن الفعلة أن يذيبوا العقاقير ، فأذابوها بالزئبق ، ثم أخرج المقام وما سقط منه من الحجارة ، فألصقها بشر بيده بذلك العلك حتى التأمت وأخذ بعضها بعضا ، وتمسّح الناس بالمقام ، ودعوا الله ـ تعالى ـ وذكروه ، وذكروا خليله ابراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقلبوه ونظروا ونظرت معهم ، فإذا في جوانب المقام كلها كما يدور خطوطا ، في طول الجانب المستدق منه البارز عن الذهب سبع خطوط مستطيلة ، ثم ترجع
__________________
(١) إتحاف الورى ٢ / ٢٣٣.