بشرط مقاومة المقروع للقارع ، والمقلوع للقالع ، ويختلف الصوت قوة وضعفا بحسب قوة المقاومة وضعفها (أو بالذوق) ...
______________________________________________________
قطعة خشب عن أخرى وتفريق متصلين اتصالا عارضا : كجذب رجل غائص فى الطين ، وجذب مسمار مغروز فى خشبة ، وجذب خشبة مغروزة فى الأرض ، فإذا وقع التفريق فى الوجهين بعنف تموج الهواء وحصل الصوت ، وإنما اشترط فيه العنف أى : كونه بشدة ؛ لأنه لو وقع بتمهل بأن قطع الخيط شيئا فشيئا أو جذب الرجل بتدريج لم يحصل تموج ولا صوت. (قوله : بشرط مقاومة المقروع للقارع) أى : مساواته له أى : فى القوة والصلابة ، وإنما شرط فى القرع أيضا المقاومة فى القوة والصلابة بين المقروع والقارع أى : الملاقى بالفتح والملاقى بالكسر ؛ لأنه لو كان أحدهما ضعيفا غير صلب كالصوف المندوف المتراكم يقع عليه حجر أو خشب أو يقع هو على حجر أو خشب لم يحصل صوت ـ كذا قرر شيخنا العدوى ، وقرر بعض الأشياخ : أن المراد بالمقاومة المدافعة كحجر على حجر بخلاف نحو : القطن على الحجر ، لكن المقاومة بهذا المعنى لا تظهر فى المقلوع والقالع فلعل المعنى الأول أحسن (قوله : والمقلوع للقالع) أى : وبشرط مقاومة المقلوع منه للقالع أى : للمقلوع أى : مساواته له فى الصلابة ، واحترز بذلك عن نزع ريشة من طائر فإنه لم يحصل تموج ولا صوت لعدم المقاومة بين المقلوع منه والمقلوع فى الصلابة (قوله : ويختلف الصوت قوة وضعفا بحسب قوة المقاومة وضعفها) فإذا وضع حجر كبير على مثله بعنف كان الصوت قويّا ، وإن وضع حجر صغير على مثله بعنف كان الصوت ضعيفا وإن وضع حجر متوسط على مثله بعنف كان الصوت متوسطا بين القوة والضعف ، وكذلك قلع رجل الصغير الغائص فى الطين ليس كقلع رجل الكبير ، بل الصوت الحاصل من قلع رجل الكبير أقوى وإن اتحد القلع عنفا ، ويختلف الصوت حدة وثقلا باعتبار صلابة المقروع ملامسته كالأوتار وبحسب قصر المنفذ وعدم قصره وضيقه وعدم ضيقه فإذا كان المقروع صلبا كان الصوت ثقيلا ، وإن كان أملس كان حادّا ، وإن كان منفذ الصوت قصيرا أو ضيقا كان حادّا ، وإن كان مستطيلا أو واسعا كان ثقيلا.