تسامح (وما يتصل بها) أى : بالمذكورات ؛ كالحسن والقبح المتصف بهما الشخص باعتبار الخلقة التى هى مجموع الشكل واللون ، وكالضحك والبكاء الحاصلين باعتبار الشكل والحركة (أو بالسمع) عطف على قوله : [بالبصر] ، والسمع قوة رتبت فى العصب المفروش على سطح باطن الصماخين يدرك بها الأصوات ...
______________________________________________________
السهم والدولاب والرحى فإذا أردت التشبيه بها باعتبار ذلك المعنى قلت : كأن فلانا فى ذهابه السهم السريع ، وإن أردت التشبيه بالمعنى الذى قاله الحكماء قلت : كأن الإنسان فى حركته من شبابه إلى الهرم الزرع الأخضر فى حركته من الخضرة إلى اليبوسة. (قوله : تسامح) أى : لأن المقدار من مقولة الكم أعنى : العرض الذى يقتضى القسمة لذاته والحركة من الأعراض النسبية والكيفية لا تقتضى لذاتها قسمة ولا نسبة نعم المقادير عند بعضهم من مقولة الكيف وهذا كاف فى التمثيل ، بل يكفى فيه فرض أن المقادير والحركات من الكيفيات (قوله : وما يتصل بها) أى : وما يحصل من اجتماع بعض منها مع بعض آخر (قوله : التى هى مجموع الشكل واللون) أى : هيئة حاصلة من مجموع ذلك ، وحاصله : أنه إذا قارن الشكل اللون ـ أى : إذا اجتمعا ـ حصلت كيفية يقال لها الخلقة وباعتبارها يصح أن يقال للشىء : إنه حسن الصورة أو قبيح الصورة ، واعلم أن كلّا من الشكل واللون قد يكون حسنا وقد يكون قبيحا ، وحينئذ فتارة يكونان حسنين وتارة قبيحين ، فالأول كالشخص الأبيض المستقيم الأعضاء ، والثانى كما فى شخص أسود غير مستقيم الأعضاء ، وتارة يكون الأول حسنا ، والثانى قبيحا وبالعكس ، فالحسن أو القبح الحاصل لكل واحد منهما غير الحسن والقبح العارض للمجموع ، قال فى شرح التجريد : واعلم أن كلامهم متردد فى أن الخلقة مجموع الشكل واللون أو الشكل المنضم للّون أو كيفية حاصلة من اجتماعهما وهذا أقرب إلى جعلها نوعا على حدة.
(قوله : الحاصلين باعتبار الشكل) أى : شكل الفم بالنسبة للضحك وشكل العين بالنسبة للبكاء ، (وقوله : والحركة) أى : حركة الفم فى الضحك والعين فى البكاء (قوله : رتبت) أى : رتبها الله بمعنى أنه خلقها وجعلها فى العصب المفروش كجلد الطبل على سطح باطن الصماخين أى : ثقبى الأذنين. (قوله : يدرك بها الأصوات) يخرج بهذا