نهاية واحدة أو أكثر بالجسم كالدائرة ، ونصف الدائرة ، والمثلث ، والمربع ، وغير ذلك (والمقادير) جمع مقدار ، وهو كم متصل قارّ الذات ؛ ...
______________________________________________________
لكم الليل مظلما لتسكنوا فيه والنهار مبصرا لتبتغوا من فضله فيقدر هنا بالسطح بقرينة قوله : كالدائرة ويقدر كالكرة بقرينة قوله : بالجسم ، والأصل هيئة إحاطة نهاية واحدة أو أكثر بالسطح أو بالجسم كالدائرة والكرة ـ انتهى ، ويمكن أن يقال : إن نهاية الدائرة وإن كانت محيطة بالسطح أولا وبالذات محيطة بالجسم ثانيا وبالعرض ، فصح أن تكون الدائرة مثالا فى كلام الشارح والاعتراض ولا شىء بل كلامه من الحسن بمكان لما فيه من الإشارة إلى هذا التحقيق (قوله : نهاية واحدة .. إلخ) المراد بالنهاية الخط المحيط فى المسطحات كالدائرة ونصفها والسطح المحيط فى المجسمات كالكرة ونصفها (قوله : ونصف الدائرة) أى : وكشكل نصف الدائرة وهو وما بعده راجع لقوله : أو أكثر ؛ لأن نصف الدائرة سطح أحاط به نهايتان أى : خطان أحدهما مستدير والآخر مستقيم (وقوله : والمثلث) أى : وكشكل المثلث فالمثلث سطح أحاط به ثلاث نهايات أى : خطوط (وقوله : والمربع) أى : فهو سطح أحاط به أربع نهايات أى : خطوط (قوله : وغير ذلك) أى : كالمخمس والمسدس .. إلخ.
(قوله : وهو كم) أى : عرض يقبل التجزىء لذاته ، فخرج بقولنا : يقبل التجزىء النقطة فإنها وإن كانت عرضا لا تقبل التجزىء فلا يقال لها كم ، وخرج بقولنا لذاته الألوان كالبياض والحمرة فإنها لا تقبل التجزىء لذاتها بل تبعا لمحلها فليست من قبيل الكم (قوله : متصل) أى : لأجزائه حد مشترك تتلاقى تلك الأجزاء عنده بحيث يكون ذلك الحد نهاية لأحد الأجزاء وبداية للآخر ـ مثلا الخط إذا قسم إلى ثلاثة أجزاء كان خطين نهاية أحدهما مبدأ للآخر والحد المشترك هى النقطة الوسطى ؛ لأنها نهاية أحد الخطين وبداية للآخر ، واحتراز بقوله متصل عن العدد فإنه وإن كان عرضا إلا أنه غير متصل ؛ لأنه إذا قسم نصفين لم يكن نهاية أحدهما مبدءا للآخر ، والمراد بالعدد الكم الذى هو عرض قائم بالمعدود ، وليس المراد بالعدد المحترز عنه الشىء المعدود ولا لفظ العدد (قوله : قارّ الذات) أي : ثابت الذات بأن تكون أجزاؤه المفروشة ثابتة فى الخارج ،