إلى المطلوب (بواسطة ـ فقريبة) والقريبة قسمان (واضحة) يحصل الانتقال منها بسهولة (كقولهم ـ كناية عن طول القامة ـ : طويل نجاده ، وطويل النجاد ، والأولى) أى : طويل نجاده ـ كناية (ساذجة) لا يشوبها شىء من التصريح (وفى الثانية) أى : طويل النجاد ...
______________________________________________________
بالتصريح فجملة الأقسام أربعة (قوله : إلى المطلوب) أى : الذى هو الصفة المكنى عنها ؛ لأن الكلام فى الكناية المطلوب بها صفة (قوله : بواسطة) أى : بين المنتقل عنه والمنتقل إليه ، وإنما يكون الانتقال المكنى عنه غير محتاج لواسطة إذا كان إدراك المكنى عنه يعقب إدراك المعنى الأصلى للفظ الكناية المشعور به منه (قوله : فقريبة) أى : فتلك الكناية تسمى قريبة لانتفاء الوسائط التى يبعد معها غالبا زمن إدراك المكنى عنه عن زمن الشعور بالمعنى الأصلى (قوله : والقريبة قسمان واضحة أو خفية) قد علمت أن المراد بالقرب هنا عدم الوسائط وعدم الوسائط يجامع كون المعنى المكنى عنه خفيا بالنسبة للأصل ويجامع كونه واضحا فلذا انقسمت القريبة للواضحة والخفية كما ذكر المصنف (قوله : يحصل الانتقال منها بسهولة) أى : لكون المعنى المنتقل إليه يسهل إدراكه بعد إدراك المنتقل عنه لكونه لازما بينا بحسب العرف أو القرينة أو بحسب ذاته (قوله : كناية) حال من القول مقدم عليه أى : كقولهم : فلان طويل نجاده كون القول كناية عن طول القامة ، ولا شك أن طول النجاد اشتهر استعماله عرفا فى طول القامة ففهم منه اللزوم بلا تكلف ، إذا لا يتعلق بالإنسان من النجاد إلا مقداره وليس بينه وبينه واسطة ، فلذا كانت تلك الكناية واضحة قريبة وكانت كناية عن الصفة ؛ لأن النسبة هنا مصرح بها وإنما المقصود بالذات صاحبها وهو الوصف ؛ فلذا كانت كناية مطلوبا بها صفة (قوله : طويل نجاده) برفع النجاد على أنه فاعل طويل ، والضمير المضاف إليه عائد على الموصوف ، والنجاد بكسر النون حمائل السيف (قوله : وطويل النجاد) أى : ومثل قولنا فلان طويل نجاده فى كونه كناية مطلوبا بها صفة هى قريبة واضحة فى (١)
__________________
(١) زيادة اقتضاها السياق.