نحو : كلمة الله.
الثانى : أنا لا نسلم أن التمثيل يستلزم التركيب ، بل هو استعارة مبنية على التشبيه التمثيلى ؛ وهو قد يكون طرفاه مفردين ؛ كما فى قوله تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً ...) الآية.
______________________________________________________
اللفظ دخلت الاستعارة التمثيلية فى التقسيم ، وحينئذ سقط الاعتراض (قوله : نحو كلمة الله) أى من قوله تعالى : (وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا)(١) فإن المراد بكلمته تعالى كلامه ؛ لأن قوله : (هِيَ الْعُلْيا) أى فى البلاغة ، والبلاغة لا تكون فى الكلمة بل فى الكلام قاله يس.
ورد هذا الجواب بأن إطلاق الكلمة على اللفظ من إطلاق الأخص على الأعم وهو مجاز ـ يحتاج إلى قرينة ، ولا قرينة هنا تدل عليه ، والتعاريف يجب صونها عن المجازات الخالية عن القرينة المعينة على أن التنظير بكلمة الله لا يناسب ؛ لأن المراد منها الكلام لا اللفظ الشامل للمفرد والمركب ، فالتنظير بها يقتضى تخصيصها فى التعريف بالمركب ، وقد يقال : إن التنظير بها من حيث إن الكلمة لم يرد بها فى كل من الآية والتعريف معناها الحقيقى ـ وهو اللفظ المفرد الموضوع لمعنى ـ تأمل.
(قوله : أن التمثيل) أى الاستعارة التمثيلية لا يستلزم التركيب ؛ لأن الصورة المنتزعة من متعدد لا تستدعى إلا متعددا ينتزع منه ، ولا تتعين الدلالة عليها بلفظ مركب ، فيجوز أن يعبر عن الصورة المنتزعة بلفظ مفرد مثل المثل (قوله : مبنية على التشبيه التمثيلى) أى وهو ما كان وجهه منتزعا من متعدد ، فحيثما صح ذلك التشبيه صحت الاستعارة التمثيلية لابتنائها عليه ؛ لأنه إذا اقتصر فى التشبيه التمثيلى على اسم المشبه به صار استعارة تمثيلية مفردة (قوله : وهو) أى التشبيه التمثيلى قد يكون طرفاه مفردين ، أى فكذلك الاستعارة المبنية عليه (قوله : كما فى قوله تعالى) أى كالتشبيه فى قوله : تعالى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً)(٢) فالمثل بمعنى الصفة لفظ مفرد وقد شبه حالة الكفار بحالة من استوقد النار ، أى وكتشبيه الثريا بعنقود الملاحية فى قول الشاعر :
__________________
(١) التوبة : ٤٠.
(٢) البقرة ١٧.