(سمى مثلا ولهذا) أى ولكون المثل تمثيلا فشا استعماله على سبيل الاستعارة (لا
تغير الأمثال) لأن الاستعارة يجب أن تكون لفظ المشبه به المستعمل فى المشبه
______________________________________________________
بنفسه ؛ لأن المجاز المركب لا يكون إلا استعارة ، وإن احترز به عن مجاز
التركيب الذى ليس على حسب الاستعارة ، فهذا لم يذكروه ولم يعتبروه كما تقدم ـ نعم
لو وجد واعتبر أمكن تصحيح الكلام بجعل الضمير فى فشا عائدا على مطلق المجاز المركب
من باب الاستخدام ، لكنه لم يعتبر ، فعلى كل حال قوله : كذلك لم يظهر لذكره وجه
مستقيم إذا جعل المشار إليه الاستعارة كما فعل الشارح ، والوجه أن المراد بقوله : كذلك
عدم التعبير أى : متى فشا استعماله حالة كونه كذلك أى : باقيا على هيئته فى حال
المورد بحيث إنه لم يغير فى حالة مضربه عن هيئته فى حالة المورد تأنيثا ولا تذكيرا
ولا إفرادا ولا تثنية ولا جمعا ، والمراد بفشو استعماله كذلك أن يستعمل كثيرا فى
مثل ما استعمله فيه الناقل الأول ، مع عدم التغيير مثلا" الصيف ضيعت
اللبن" أصل مورده أن دسوس بنت لقيط بن زرارة تزوجت شيخا كبيرا وهو عمرو بن
عويس وكان ذا مال ، فكرهته وطلبت منه الطلاق فى زمن الصيف ، فطلقها وتزوجت شابّا
فقيرا وهو عمرو بن معبد بن زرارة ، ثم أصابها جدب وقحط فى زمان الشتاء ، فأرسلت
للشيخ الذى طلقها تطلب منه شيئا من اللبن فقال للرسول : قل لها : الصيف ضيعت اللبن
أى : لما طلبت الطلاق فى زمن الصيف أوجب لها ذلك أن لا تعطى لبنا ، فقال لها
الرسول ذلك ، فوضعت يدها على زوجها الشاب وقالت : مذق هذا خير من لبن ذاك أى : لبن
هذا القليل المخلوط بالماء على جماله وشبابه مع فقره خير من الشيخ ولبنه الكثير ،
ثم نقله الناقل الأول لمضرب وهو قضية تضمنت طلب الشىء بعد تضييعه والتفريط فيه ،
ثم فشا استعماله فى مثل تلك القضية مما طلب فيه الشىء بعد التسبب فى ضياعه فى وقت
آخر من غير تغيير له فى حالة المضرب عن هيئته فى حالة المورد (قوله : سمى) أى : التمثيل (قوله : لا تغير الأمثال) أى : لا تغير بتذكير ولا بتأنيث ولا بإفراد أو تثنية أو
جمع فى حال مضربها عن حال موردها (قوله : لأن
الاستعارة) علّة للمعلل مع علته أى : وصح هذا الحكم وهو عدم تغير الأمثال لهذه العلة
لأن الاستعارة إلخ.