وإلا فغير استعارة وهو كثير فى الكلام كالجمل الخبرية التى لم تستعمل فى الإخبار (ومتى فشا استعماله) أى المجاز المركب ...
______________________________________________________
وأعنى بنوعه هيئة إن واسمها مع كون خبرها فعلا متعديا (قوله : وإلا) أى : وإن لم تكن العلاقة المشابهة ، بل كانت غيرها كاللزوم (قوله : فغير استعارة) أى : فهو مجاز مركب غير استعارة (قوله : وهو كثير) أى : استعمال المركب فى غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة كثير.
(قوله : كالجمل الخبرية التى لم تستعمل فى الإخبار) أى : وذلك نحو قوله :
هواى مع الركب اليمانىّ مصعد |
|
جنيب وجثمانى بمكة موثق |
فإن هذا المركب موضوع للإخبار بكون هواه أى : مهويه ومحبوبه مصعدا أى : مبعدا مع الركب اليمانيين وجسمه موثق ومقيد بمكة ، لكن ذلك المركب لم يستعمل فى ذلك المعنى ، بل الغرض منه إظهار التحسر والتحزن على مفارقة المحبوب اللازم ذلك للإخبار بها ؛ لأن الإخبار بوقوع شىء مكروه يلزمه إظهار التحسر والتحزن ـ فالعلاقة اللازمية ، فقد صدق على ذلك المركب أنه نقل لغير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة فلا يكون حقيقة ولا استعارة تمثيلية فتعين أن يكون مجازا مرسلا تركيبيّا ، وهذا مما أهمل القوم التعرض له ولم يظهر لإهماله وجه ، قال العلامة الفنارى : وقد يعتذر عنهم بأنهم لم يتعرضوا لهذا القسم الأخير من المجاز المركب أعنى : ما ليس استعارة تمثيلية لقلته وقلة لطائفه ا. ه.
وأجاب بعضهم : بأن المركب المنقول لأجل اللزوم كالبيت المذكور من قبيل الكناية فهو مستعمل فيما وضع له لينتقل إلى لازمه ، وحينئذ فهو حقيقة ، فلذا تركوا التعرض له فقول المعترض : اللفظ المركب إن استعمل فى غير ما وضع له لعلاقة المشبه ، فاستعارة تمثيلية وإن استعمل لعلاقة غيرها فهو مجاز غير استعارة ممنوع ؛ لأن اللفظ المركب متى استعمل فى غير ما وضع له لا يكون إلا لعلاقة المشابهة ، وما أورد من المركبات المنقولة لأجل اللزوم فلا نسلم أنها مجازات ـ لم لا يجوز أن تكون كنايات مستعملة فيما وضعت له لينتقل إلى لوازمها ، وقد يقال على ذلك الجواب : إن اللفظ