اللهذم من الأسنة القاطع فأراد بلهذميات طعنات ...
______________________________________________________
بيضاء محطوطة المتنين بهكنة |
|
ريّا الروادف لم تمغل بأولاد |
ما للكواعب ودّعن الحياة كما |
|
ودّعننى واتّخذن الشيب ميعادى |
أبصارهنّ إلى الشّبّان مائلة |
|
وقد أراهنّ عنّى غير صدّاد |
بانوا وكانت حياتى فى اجتماعهم |
|
وفى تفرقهم قتلى وإقصادى |
إلى أن قال :
لم تلق قوما هم شرّ لإخوتهم |
|
منا عشية يجرى بالدّم الوادى |
نقريهم ... إلخ والظرف أعنى قوله : منا متعلق بشر ، والعشية ما بين المغرب والعشاء ، والمراد هنا مطلق الوقت وهى منصوبة على الظرفية ومضافة للجملة بعدها ، والوادى فاعل يجرى على طريق الإسناد المجازى ، والمراد بجريان الوادى بالدم فى العشية ظهور الشر وكثرة الفتن وضمير نقريهم للإخوة بمعنى الأعداء ، وجملة نقريهم استئناف متعلق بقوله لم تلق ، والمعنى : لم تجد قوما أقوى منا فى إيصال الشر لإخوتنا أى : أعدائنا فى عشية جرى الدم فى الوادى ؛ لأنا نقريهم لهذميات أى : نجعل قراهم ذلك ، والقرى : الطعام الذى يقدم للضيف عند نزوله وتعدى قوله : نقريهم إلى اللهذميات التى هى بمنزلة الطعام يدل على أنه يصح أن يقال نقريهم الطعام ولا يخلو من وجود تأكيد مضمون الفعل ، أو ارتكاب التجريد ؛ لأن القرى هو الطعام المقدم للضيف كما علمت ، وفى القاموس : قراه أضافه ، وهو يدل على عدم تعديه للمفعول الثانى بنفسه ، وكأنه على إسقاط الجار أى : نقريهم بلهذميات (قوله : نقريهم) بفتح النون من قريت الضيف قرى وقراء ، إذا كسرت القاف قصرت وإذا فتحتها مددت (قوله : لهذميات) بفتح الذال وكسرها ، وكذا يقال فى مفرده وهو لهذمى ، وضمن خاط معنى قدر فعداه بعلى ، أو أن على للتعليل ، والمعنى نقد ونقطع بها الزرديات التى خاطها ونسجها لأجلهم كل زارد أى : نساج.
(قوله : اللهذم) أى : المنسوب إليه لهذمى مفرد لهذميات وفى القاموس لهذم كجعفر ، وفى الصحاح لهذم كزبرج (قوله : فأراد بلهذميات طعنات) أى : فالمعنى نجعل