[اعتبار ما كان وما يكون] :
(أو ما كان عليه) أى : تسمية الشىء باسم الشىء الذى كان هو عليه فى الزمان الماضى لكنه ليس عليه الآن (نحو : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ)(١) أى : الذين كانوا يتامى قبل ذلك ؛ إذ لا يتم بعد البلوغ.
(أو) تسمية الشىء باسم (ما يؤول) ذلك الشىء (إليه) فى الزمان المستقبل (نحو : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً ...)(٢)
______________________________________________________
المسبب ، وأما قوله : أى : الدية المسببة عن الدم ، فقد أشار إلى مجاز آخر فى الدم باعتبار آخر ، ولا يخفى بعد هذا الجواب عند صاحب الذوق السليم.
(قوله : أى تسمية الشىء) أى : كالأولاد البالغين فى المثال الآتى (وقوله : الذى كان هو عليه) أى : على صفته أو على بمعنى من (وقوله : لكنه) أى : الشىء الأول ليس عليه أى : على الشىء الثانى أى : ليس على صفته أو ليس منه (وقوله : الآن) أى : عند الإطلاق.
واعلم أن ما ذكره من أن تسمية الشىء باسم ما كان عليه أولا مجاز هو مذهب الجمهور خلافا لمن قال : إن الإطلاق المذكور حقيقى استصحابا للإطلاق حال وجود المعنى فوجود المعنى فيما مضى كاف فى الإطلاق الحقيقى عنده ، وقيل بالوقف ففيه ثلاثة أقوال محكية فى كتب الأصول ، لكن فى المشتق كالمثال المذكور ، ثم إن قول المصنف : أو ما كان عليه أو ما يؤول إليه ظاهره : أن العلاقة هنا هى الكينونة وفيما بعده الأيلولة والمناسب أن يقال : إنها هنا اعتبار ما كان وفيما يأتى اعتبار ما يؤول إليه (قوله : قبل ذلك) أى : قبل دفع المال إليهم ؛ لأن إيتاء المال إليهم إنما هو بعد البلوغ وبعد البلوغ لا يكونون يتامى ، إذ لا يتم بعد البلوغ ، وحينئذ فإطلاق اليتامى على البالغين إنما هو باعتبار الوصف الذى كانوا عليه قبل البلوغ (قوله : إذ لا يتم بعد البلوغ) علّة لمحذوف كما علمت مما قررناه. (قوله : باسم ما يؤول ذلك الشىء إليه) أى : تحقيقا كما
__________________
(١) النساء : ٢.
(٢) يوسف : ٣٦.