والمعنى : أن فى هذه التسمية مجازا مرسلا ؛ وهو اللفظ الموضوع لجزء الشىء عند إطلاقه على نفس ذلك الشىء.
(كالعين) وهى : الجارحة المخصوصة (فى الربيئة) وهى : الشخص الرقيب ، والعين جزء منه ويجب أن يكون الجزء ...
______________________________________________________
للملابسة ، لكن لما كان السبب فى كون ذلك اللفظ مجازا تسمية الكل به مع كونه اسما لجزئه تجوز فى جعل التسمية من المجاز (قوله : والمعنى) أى : المراد من هذه العبارة (قوله : أن فى هذه التسمية مجازا) فى بمعنى مع ، أى : أن مع هذه التسمية مجازا أى : أن هذه التسمية يصاحبها المجاز المرسل ، فالمجاز المرسل مصاحب لتلك التسمية ، لا أنه واقع فيها كما هو ظاهر الشارح ، ولا أنه نفس التسمية كما هو ظاهر المصنف ، ويمكن أن يوجه كلام المصنف أيضا بحذف المضاف أى : ومن وجوه المجاز المرسل وطرقه تسمية .. إلخ (قوله : وهو اللفظ .. إلخ) أى : والمجاز المرسل المصاحب لتلك التسمية هو اللفظ الموضوع لجزء الشىء عند إطلاقه على نفس ذلك الشىء.
واعلم أنه لا يصح إطلاق اسم كل جزء على الكل ، وإنما يطلق اسم الجزء الذى له مزيد اختصاص بالكل بحيث يتوقف تحقق الكل بوصفه الخاصّ عليه : كالرقبة والرأس ، فإن الإنسان لا يوجد بدونهما بخلاف اليد فإنه لا يجوز إطلاقها على الإنسان ، وأما إطلاق العين على الربيئة فليس من حيث إنه إنسان ، بل من حيث إنه رقيب ، ومن المعلوم أن الربيئة إنما تحقق كونه شخصا رقيبا بالعين ، إذ لولاها لانتفت عنه الرقيبية ، وإلى هذا أشار الشارح بقوله : ويجب .. إلخ (قوله : وهى الجارحة المخصوصة) أى : بحسب أصل وضعها (قوله : فى الربيئة) أى : فإنها تستعمل مجازا مرسلا فى الربيئة مأخوذ من ربأ إذا أشرف (قوله : وهى الشخص الرقيب) أى : المسمى بالجاسوس الذى يطلع على عورات العدو (قوله : والعين جزء منه) أى : فقد أطلق اسم جزئه عليه لعلاقة الجزئية (قوله : مما يكون) أى : من الأجزاء التى يكون لها مزيد ، اختصاص بالمعنى الذى يقصد من الكل كالاطّلاع فى هذا المثال حالة كونه متجاوزا غيره من الأجزاء.