والمشبه به مذكور قطعا والمشبه إما مذكور ، أو محذوف ، وعلى التقديرين فوجه الشبه إما مذكور أو محذوف ، وعلى التقادير فالأداة إما مذكورة أو محذوفة ، تصير ثمانية.
مراتب التشبيه :
(وأعلى مراتب التشبيه فى قوة المبالغة) إذا كان اختلاف المراتب وتعددها (باعتبار ذكر أركانه) أى : أركان التشبيه (أو بعضها) أى : بعض الأركان ،
______________________________________________________
بذكر الوجه والأداة هنا ما يشتمل التقدير وبحذفهما تركهما لفظا وتقديرا ، فإن مدار المبالغة فى : زيد أسد فى الشجاعة على دعوى الاتحاد وهو لا يجامع التقدير فى النظم ومدارها فى : زيد كالأسد على ادّعاء عموم وجه الشبه والادعاء لا يجامع التقدير فى النظم ، والمراد بذكر المشبه الإتيان به لفظا وبحذفه تركه لفظا ، ثم لا يخفى أن ما ذكر فيه جميع الأركان لا مبالغة فيه فضلا عن ضعف المبالغة ـ اه ـ أطول.
(قوله : مذكور قطعا) إن قيل حذف المشبه به جائز كما فى قولك : زيد فى جواب قول القائل : من يشبه الأسد؟ فإنه تشبيه قطعا إذ معناه يشبه الأسد زيد ، فقد جاز حذف المشبه به فلم تنحصر المراتب فى الثمانية بل هى ستة عشر.
قلت : ليس هذا تشبيها ، إذ لم يقصد بيان اشتراكهما فى أمر بل قصد بيان الفاعل جوابا للسائل ولو سلم ، فالكلام فى تشبيه البلغاء ولم يرد مثله فيها ـ قاله عبد الحكيم ، وإنما وجب ذكر المشبه به ؛ لأن المخاطب بالخبر التشبيهى يتصور المشبه به أولا ثم يطلب من ينتسب إليه ويشبه هو به فهو كمثبت الأحكام القياسية لا يمكنه ذلك إلا بذكر الأصل المقيس عليه (قوله : وعلى التقديرين) أى : حذف المشبه وذكره (قوله : وعلى التقادير) أى : الأربعة الحاصلة من ضرب اثنين ـ أعنى وذكر المشبه وحذفه فى اثنين ذكر وجه الشبه وحذفه.
(قوله : تصير ثمانية) حاصلة من ضرب الأربعة المذكورة فى اثنين وهما ذكر الأداة وحذفها ، وضمير تصير إن قرئ بالياء التحتية للحاصل ، وإن قرئ بالفوقية كان عائدا على الأقسام (قوله : وأعلى مراتب التشبيه) أى : أقواها وهو مبتدأ خبره حذف وجهه .. إلخ (وقوله : فى قوة المبالغة) متعلق بأعلى (قوله : وتعددها) عطف تفسير.