(مسلّم الحكم فيه) أى : فى وجه التشبيه (معروفه عند المخاطب فى بيان الإمكان ، أو مردود) عطف على : مقبول (وهو بخلافه) أى : ما يكون قاصرا عن إفادة الغرض بأن لا يكون على شرط المقبول ، ...
______________________________________________________
الحال : أنت فى عدم حصولك على طائل كزيد. والمخاطب لم يتقرر عنده عدم حصول زيد فى سعيه على طائل كالراقم على الماء لم يوف التشبيه بالغرض فيكون مردودا (قوله : مسلّم الحكم فيه) أى : أن يكون المشبه به مسلّم الحكم بوجه الشبه بمعنى : أن وجود وجه الشبه فى المشبه به مسلّم.
(قوله : معروفه) أى : ويكون المشبه به معروفا بذلك الحكم الذى هو ثبوت وجه الشبه عند المخاطب لا عند كل أحد فلا يشترط ، وهذا تفسير لما قبله (قوله : فى بيان الإمكان) أى : فى التشبيه الذى أريد به بيان إمكان المشبه ببيان وجود وجه الشبه فيه كقوله:
فإن تفق الأنام وأنت منهم |
|
فإنّ المسك بعض دم الغزال (١) |
فإن حاصله : أن المشبه فى فوقانه أصله من الناس ، وخروجه عن جنسهم هو فى ذلك كالمسك فى كونه من الدم وهو جنس آخر لا مناسبة بينه وبين الدم ، فإن ثبوت الوجه فى المسك وهو كون الشىء من أصل لا مناسبة بينه وبين الأصل مسلّم فى المسك فتنتفى الاستحالة فى المشبه ؛ لأن وجوده على تلك الحالة إنما يتوهم استحالته من توهم استحالة الوجه فيه وهو كون الشىء من أصل مع كونه جنسا آخر خارجا عنه فلو قيل فى بيان الإمكان مثلا : أنت فى كونك من الأنام مع خروجك عن جنسهم كزيد فى كونه كذلك ـ بطل إفادة الغرض لعدم تسليم الحكم الذى هو وجود الوجه فى زيد فيكون مردودا (قوله : عطف على مقبول) فيه مسامحة والأولى على إما مقبول (قوله : وهو بخلافه) أى : بخلاف المقبول (قوله : أى ما يكون قاصرا .. إلخ) أى : كأن تشبه حال الذى لا يحصل من سعيه على طائل بحال من يرقم على التراب مثلا ، أو تشبه عمرا فى
__________________
(١) البيت للمتنبى فى قصيدة يرثى فيها والدة سيف الدولة ، ديوانه ٣ / ١٥١ ، والإشارات ص ١٨٧ ، وعقود الجمان ٢ / ٢٠.