وعارضته فهو فعل ينبئ عن التشبيه ، أى : لم تقابله فى الحسن والبهاء إلا بوجه ليس فيه حياء.
(وقوله : عزماته مثل النجوم ثواقبا) أى : لوامعا (لو لم يكن للثاقبات أفول).
______________________________________________________
بالمعنى المشهور ؛ لأن المذكور فى البيت ملزوم التشبيه وهو نفى الحياء المستلزم لكون الوجه أعظم إشراقا ـ كذا فى يس ـ تأمله.
(قوله : وعارضته) أى : ماثلته وهو مرادف لقابلته (قوله : فهو فعل ينبئ عن التشبيه) أى : يدل على التشبيه الواقع بعد أداة الاستثناء ؛ لأن المعنى لم تقابله إلا بوجه ليس فيه حياء فتقابله وتماثله ، فالتشبيه حينئذ مأخوذ من الفعل المنفى المصرّح به فيكون مصرحا به على هذا ، بخلاف الأول فإنه ليس فيه لفظ ينبئ عن التشبيه.
(قوله : أى لم تقابله) أى : لم تماثله فى الحسن والبهاء إلا بوجه لا حياء فيه.
(قوله : وقوله) أى : قول رشيد الدين الوطواط بفتح الواوين (قوله : (١) عزماته) أى : إراداته المتعلقة بمعالى الأمور فهو جمع عزمة وهى المرة من العزم وهى إرادة الفعل مع القطع (قوله : ثواقبا) حال من النجوم ؛ لأن مثل النجوم فى معنى مماثلة للنجوم ، فصح مجىء الحال من المضاف إليه ، والثواقب : النوافذ فى الظلمات بإشراقها مأخوذة من الثقوب وهو النفوذ. سمى لمعان النجوم ثقوبا لظهورها به من وراء الظلمة فكأنها ثقبتها ؛ ولذلك فسّر الشارح الثواقب باللوامع (قوله : أى : لوامعا) بالصرف محاكاة لثواقبا المفسر الواقع فى البيت مصروفا للضرورة (قوله : لو لم يكن .. إلخ) جواب لو محذوف أى : لتمّ التشبيه لكن لها أفول ، فلم يتم التشبيه لكون المشبه به أنقص.
(قوله : أفول) أى : غروب وغيبة (قوله : فتشبيه العزم) أى : الإرادة بالنجم أى :فى الثقوب وهو النفوذ الذى هو فى كليهما تخييلى ؛ لأنه فى العزم بلوغه المراد وفى النجم نفوذه فى الظلمات بإشراقها أمر مشهور ومعلوم لظهور وجه الشبه وعدم توقفه على نظر وفكر دقيق ، ولكن ادعى أن مع ثقوب الإرادة وصفا زائدا وهو عدم الأفول أى :
__________________
(١) البيت للوطواط فى الإشارات ص ١٩٨.