أى : الناعم البدن (عن لؤلؤ منضد) منظم (أو برد) هو حب الغمام (أو أقاح) جمع أقحوان ، وهو ورد له نور ؛ شبه ثغره بثلاثة أشياء.
______________________________________________________
والتبسم أقل الضحك وأحسنه ، وضمن يبسم معنى يكشف فعداه بعن (قوله : أى الناعم البدن) فى الصحاح يقال : امرأة غيداء وغادة : أيضا ناعمة ، ورجل أغيد ، وسنان مائل الرأس من النعاس وهو مخالف لتفسير الشارح وأنسب بقوله بات نديما لى حتى الصباح ـ تأمل.
(قوله : أو برد) الظاهر أن أو للتنويع ، والبرد بفتح الراء ولم يصفه بالمنضد لانسياق الذهن إليه من وصف اللؤلؤ ـ قاله فى الأطول.
(قوله : حب الغمام) أى : الحب النازل من الغمام أى : السحاب مع المطر كالملح (قوله : أو أقاح) بفتح الهمزة وكسرها لحن وهو البابونج كما فى الأطول. وهو نور ينفتح كالورد ، وأوراقه فى شكلها أشبه شىء بالأسنان فى اعتدالها ومنه أبيض الأوراق وهو المراد هنا ومنه الأصفر ، وتلك الأوراق البيض المشكلة بشكل الأسنان المعتدلة هى المعتبرة فى التشبيه ولا عبرة بما أحاطت به من الصفرة ؛ لأن المراد تشبيه الأسنان لا مجموع الثغر حتى يقال مما يستقبح كون منبت الأسنان أصفر الذى هو هيئة الأقحوان ؛ لأن الأوراق فيه نابتة فى صفرة فلا يحسن التشبيه به ـ فافهم ـ اه يعقوبى.
(قوله : أقحوان) بضم الهمزة ، وقوله : وهو ورد له نور ، لعلّ الأولى وهو نور ينفتح كالورد كما عبّر به ابن يعقوب ، وإلا فظاهره أن نوره غيره (قوله : شبه ثغره بثلاثة أشياء) قال يس : الثغر هو مقدم الأسنان وفى كلام غيره أن الثغر هو الفم بتمامه ، وحينئذ ففى كلام الشارح حذف مضاف أى : شبه سن ثغره ، أو أنه مجاز من إطلاق اسم الكل على الجزء ، وفى جعل هذا البيت من باب التشبيه نظر ؛ لأن المشبه ـ أعنى الثغر ـ غير مذكور لا لفظا ولا تقديرا ، وحينئذ فهو من باب الاستعارة لا من باب التشبيه الذى كلامنا فيه ، وقد يجاب بأنه تشبيه ضمنىّ لا صريح ؛ وذلك لأن أصل اللفظ كأنما يبسم تبسما كتبسم المذكورات مجازا ، وتشبيه التبسم بالبتسم يستلزم تشبيه الثغر بالمذكورات ، ويدل على أن المقصود التشبيه وجود كأن ؛ لأن المجاز يجب أن لا يشمّ فيه رائحة التشبيه لفظا ولا تقديرا ، ولو لا لفظ كأن لأمكن أن يكون مجازا.