(كأنّها فوق قامات ضعفن بها |
|
أوائل النّار فى أطراف كبريت) |
فإن صورة اتصال النار بأطراف الكبريت لا يندر حضورها فى الذهن ندرة حضور بحر من المسك موجه الذهب ، لكن يندر حضورها عند حضور صورة البنفسج فيستطرف بمشاهدة ...
______________________________________________________
عطف الخاص على العام ، والحمر نعت للأزهار والشقائق ، وأشار بهذا إلى أنه استعار اليواقيت الحمر للأزهار الحمر كالورد والشقائق ، والمعنى : أنها تزهو وتتكبر على الأزهار الحمر الشبيهة باليواقيت الحمر وهذا غير متعين ، إذ يجوز أن يكون أراد اليواقيت الحمر نفسها أى : أنها تزهو على اليواقيت الحمر الحقيقية ، إلا أن المناسب للبنفسج المعنى الأول ، ولذا اقتصر الشارح عليه (قوله : كأنها) أى : اللازوردية بمعنى البنفسجة وعنى بها رأسها من الأوراق ، وأما أحاطت به لا مع الساق بدليل قوله : فوق قامات (قوله : فوق قامات) أى : ساقات وهو حال من اسم كأن وجمعها مع أن البنفسجة فوق ساق واحد باعتبار الأفراد (قوله ضعفن بها) أى : ضعفن عن تحملها ؛ لأن ساقها فى غاية الضعف واللين ، أو ضعفن بسببها لثقلها وطول مكثها فوقه ، وإنما قال ضعفن ؛ لأن الساق الذى عليه البنفسج إذا طال انحنى (قوله : أوائل النار) خبر كأنها أى : النار المتصلة بالكبريت التى تضرب إلى الزرقة لا الشعلة المرتفعة ، وإنما قيد بأوائل ؛ لأن النار متى طال مقامها فى الكبريت وتمكنت منه ، واشتعلت : احمرّت وصفت وزال ما فيها من الزرقة ، ولهذا قيد أيضا بقوله : فى أطراف ، ولم يقل : فى كبريت ؛ لأن أوائل النار الواقعة فى أواسط الكبريت لا فى أطرافه لا زرقة فيها ـ قاله يس (قوله : لا يندر حضورها فى الذهن) أى : لأن الناس يستعملون فى الغالب الكبريت فى النار عند إيقادها (قوله : لكن يندر حضورها .. إلخ) لأن الإنسان إذا خطر البنفسج بباله لا تخطر بباله النار لا سيما فى أطراف الكبريت لما بينهما من غاية البعد ؛ لأن البنفسج جرم ندى ونور رياضى والنار جرم حارّ يابس ديارى ، فإذا خطر البنفسج فى الذهن فإنما ينتقل منه عند إرادة التشبيه لما يضاهيه من جنس الأزهار ؛ لأنه هو الذى يخطر بالبال عند خطور البنفسج (قوله : فيستطرف) أى : المشبه وهو صورة البنفسج بسبب مشاهدة أى : بسبب ندرة مشاهدة المعانقة والاتصال ،