يقال : بدا له : إذا ندم ، والمعنى : ظهر له رأى غير الأوّل (فيرجع) من الانبساط الذى بدا له (إلى الانقباض) كأنه يرجع من الجوانب إلى الوسط ، فإن الشمس إذا أحدّ الإنسان النّظر إليها ليتبيّن جرمها وجدها مؤديّة لهذه الهيئة الموصوفة ، وكذلك المرآة فى كفّ الأشلّ.
______________________________________________________
للشعاع ، وفاعل يبدو ضمير عائد على مصدر الفعل أى : البداء ، أو على الرأى المفهوم من قوة الكلام وهو عطف على قوله : يفيض ، أو على قوله يهم أى : كأنه يهمّ بالانبساط ، ثم يبدو له فيرجع عنه إلى الانقباض (قوله : يقال بدا له .. إلخ) هذا تفسير للفظ بحسب أصل اللغة ، (وقوله : والمعنى : ظهر له) أى : للشعاع رأى .. إلخ بيان للمعنى المراد من اللفظ (قوله : فيرجع من الانبساط الذى بدا له) الأولى : فيرجع عن الانبساط الذى همّ به إلى الانقباض الذى بدا له وهو عطف على ما يبدو أى : فيتسبب عن البدو الرجوع (قوله : إلى الوسط) أى : وسط الدائرة (قوله : فإن الشمس .. إلخ) بيان لكون تلك الهيئة جامعا حاصلا فى الطرفين ، وأشار بقوله : إذا أحدّ .. إلخ إلى أن الهيئة إنما تظهر فى الشمس بعد إحداد النظر إليها بخلاف المرآة فإنها تظهر فيها فى بادئ الرأى ؛ فلذا جعلت الشمس مشبها والمرآة مشبها بها ـ قاله فى الأطول (قوله : ليتبين) أى : ليعلم (قوله : وجدها مؤديّة لهذه الهيئة) أى : لأن جرم الشمس مستدير وفيه حركة سريعة خيالية وفى شعاعها أيضا حركة خيالية ، وإنما قلنا : خيالية ؛ لأنا نقطع بأن حركة الشمس ليست على الاضطراب ، بل هى من الجنوب إلى الشمال على سبيل التمهّل حتى إنها لو لا ذلك التخييل لرؤيت كالثابتة ، والشعاع المعبر عنه بالإشراق أجرام لطيفة منبسطة على ما يقابل الشمس هذا هو المحقق فى نفس الأمر ، فالاضطراب والتموّج خيالىّ لكن التشبيه بالوجه الثابت بالتخيل صحيح ـ اه يعقوبى.
(قوله : وكذلك المرآة فى كف الأشلّ) أى : مؤدية لهذه الهيئة فإنها مستديرة وفيها حركة دائمة متصلة سريعة حقيقية وإشراق متصل بها من شعاع الشمس ، إلا أن ذلك الشعاع المتصل بها لا يتحقق فيه اضطراب إلى الجوانب والرجوع للوسط ، بل المتحقق فيه الثبوت والاتصال مع اضطرابه وتموجه بدوام الحركة ، وحينئذ فتحقيق وجه