دقة وسحرا أن يجئ فى الهيئات التى تقع عليها الحركات ، والهيئة المقصودة فى التشبيه على وجهين : أحدهما : أن تقترن بغيرها من الأوصاف. والثانى : أن تجرد هيئة الحركة حتى لا يزاد عليها غيرها.
______________________________________________________
عبارة المصنف بل عبارة عن الأحوال أى : من الأحوال التى يزداد بها التشبيه دقة وسحرا هذه الحالة وهى مجىء التشبيه فى الهيئات التى توجد معها الحركات سواء كانت تلك الهيئات أطرافا للتشبيه أو كانت وجه شبه ، فأنت ترى الشيخ جعل الدقة والسحر وصفا للتشبيه المشتمل على تلك الحالة أعنى كون طرفيه أو وجهة هيئة بخلاف المصنف فقد جعل ذلك وصفا لوجه الشبه ، وأيضا كلام الشيخ يفيد أن الهيئة المركبة من الحركات تارة تقترن بغيرها وتارة لا تقترن ، وكلام المصنف يفيد أن الهيئة إما مركبة من الحركات أو منها ومن غيرها ، فعلى كلام الشيخ لا تكون الهيئة إلا من الحركات بخلاف كلام المصنف ـ تأمل.
(قوله : دقة) أى : لطافة (وقوله : وسحرا) أى : تمييلا للعقول (قوله : أن يجىء) أى : التشبيه ، وقوله : التى تقع عليها الحركات سواء كانت طرفا للتشبيه أو وجها له.
(قوله : أن تقترن) أى : الحركات بغيرها من أوصاف الجسم فقد جعل الحركة مقترنة بأوصاف الجسم ، والظاهر : أنه أراد أن تقترن هيئة الحركة بغيرها بدليل قوله : والثانى أن تجرد هيئة الحركة فيكون حاصل كلامه أن هيئة الحركة تارة تقترن فى الاعتبار بأوصاف الجسم ، ويجعل المجموع وجه شبه أو طرفا وتارة تجرد عن غيرها وتجعل وحدها وجه شبه أو طرفا ، والمصنف قد جعل المقترن بالأوصاف هو الحركة وجعل الهيئة مأخوذة من مجموع الأمرين كما هو المتبادر منه. قال الشيخ يس : فإن أراد المصنف بقوله أن يقرن بالحركة غيرها ـ أى : أن يقترن بهيئة الحركة غيرها ـ وافق كلام الشيخ ، لكن يكون الإخبار بذلك عن الأحد مشكلا ـ فتأمل (قوله : أن تجرد هيئة الحركة) من وضع الظاهر موضع المضمر اعتناء بشأنه (وقوله : هيئة الحركة) أى : الهيئة المأخوذة من الحركات ، فالمراد بالحركة الجنس المتحقق فى متعدد والمراد أن تجرد عن