يصلح مثالا للتفاؤل وإظهار الرغبة ، ولما كان اقتضاء إظهار الرغبة إبراز غير الحاصل فى معرض الحاصل يحتاج إلى بيان ما أشار إليه بقوله : (فإن الطالب إذا عظمت رغبته فى حصول أمر يكثر تصوره) أى : الطالب (إياه) أى : ذلك الأمر (فربما يخيل) ذلك الأمر (إليه حاصلا) فيعبر عنه بلفظ الماضى (وعليه) أى : على استعمال الماضى مع إن لإظهار الرغبة فى الوقوع ...
______________________________________________________
(قوله : يصلح مثالا للتفاؤل) أى : على جعل ضمير ظفرت مفتوحا للمخاطب ، وقوله وإظهار الرغبة أى : على جعل الضمير مضموما للمتكلم ، كذا ذكر بعضهم ، وعبارة النوبى : إن ظفرت على صيغة المتكلم مثال لإظهار الرغبة ، وعلى صيغة المخاطب مثال لهما ـ ا. ه.
(قوله : فإن الطالب إلخ) هذا علة لكون إظهار الرغبة علة لإبراز غير الحاصل فى معرض الحاصل وهى علة غائبة إن أبقيت على ظاهرها ؛ لأن إظهار الرغبة متأخر عن الإبراز وعلة فاعلية إن أريد قصد إظهارها لتقدمه على الإبراز المذكور (قوله : فى حصول أمر) أى : فى المستقبل (قوله : يكثر تصوره) بفتح حرف المضارعة وضم ثالثه وتصوره بالرفع فاعل ، كذا ضبطه بعض مشايخنا ، وهذا غير متعين ، بل يصح ضم حرف المضارعة وكسر ثالثه ونصب تصوره على أنه مفعول أى : يكثر من حصول صورته فى الذهن (قوله : فربما) أى : فبسبب الكثرة المذكورة ربما إلخ ، وهى هنا للتكثير (قوله : يخيل إليه) أى : إلى ذلك الطالب الذى عظمت رغبته ، وقوله حاصلا أى : فى الماضى وهو حال وقوله فيعبر عنه إلخ أى : وهذا معنى إبراز غير الحاصل فى معرض الحاصل أى : وقد لا يخيل له ذلك الأمر حاصلا فلا يعبر عنه (قوله : وعليه) إنما قال وعليه للتفاوت بينهما ؛ لأن الله منزه عن الرغبة ، والمراد بها هنا لازمها وهو كمال الرضا ، وأيضا ما ذكره المصنف من بيان اقتضاء إظهار الرغبة للإبراز لا يجرى فى حقه تعالى ؛ لأن كثرة التصور وتخيل الحصول محال فى حقه تعالى ـ ا. ه أطول.
(قوله : لإظهار الرغبة فى الوقوع) معنى إظهار الرغبة فى حقه تعالى إظهار كمال رضاه بإرادة التحصن فهو مجاز فى لازمه ، وقيل المراد : إظهار كون الشىء مرغوبا فيه فى