(قوله تعالى : (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)(١)) فهذا اعتراض أكثر من جملة ؛ لأنه كلام يشتمل على جملتين وقع بين كلامين أولهما قوله : (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ ،) وثانيهما قوله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ)(٢) ، والكلامان متصلان معنى (فإن قوله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) ...
______________________________________________________
من هى له ؛ لأن أل واقعة على الكلام وضمير هو للاعتراض وضمير بينه لأل الموصولة (قوله : قوله تعالى) هذا مبتدأ خبره قوله سابقا ومما جاء أى : وقوله تعالى (فَأْتُوهُنَ) إلخ من جملة الاعتراض الذى جاء على الوصف المذكور (قوله : فهذا) أى : قوله (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) اعتراض (قوله : يشتمل على جملتين) إحداهما : يحب التوابين ، والأخرى : ويحب المتطهرين ، بناء على أن المراد بالجملة ما اشتمل على المسند والمسند إليه ولو كانت الثانية فى محل المفرد ، هذا إذا قدر كما هو الظاهر أن الثانية معطوفة على جملة يحب التوابين التى هى خبر إن ، وأما إذا بنينا على أن المراد بالجملة ما يستقل بالإفادة وهو الأقرب ، فإنما يتبين كونه أكثر من جملة إذا قدر عطف ويحب المتطهرين على مجموع إن الله يحب التوابين ، إما بتقدير الضمير على أنه مبتدأ أى : وهو يحب المتطهرين أو بدون تقديره ؛ لأنها ليست فى محل المفرد حينئذ وإن كانت محتوية على ضمير عائد على ما فى الأولى ، وأما إذا قدر على هذا البناء عطفها على يحب التوابين فلا يخفى أنه ليس هنا جملتان ، وحينئذ فليس الفضل هنا بأكثر من جملة بل بواحدة فقط.
(قوله : والكلامان متصلان معنى) أى : لكون الجملة الثانية عطف بيان على الأولى حقيقة بناء على جواز وروده فى الجمل التى لا محل لها أو لكون الجملة الثانية مماثلة للأولى فى إفادة ما تفيده ، فقول المصنف فإن قوله (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) بيان إلخ يحتمل أن يكون مراده البيان عطف البيان ، ويحتمل أن يكون مراده به ما ذكرنا (قوله : نساؤكم حرث لكم) أى : محرث لكم أى : موضع حرثكم وفى كونهن موضع
__________________
(١) البقرة : ٢٢٢.
(٢) البقرة : ٢٢٣.