(وفضله) أى : رجحان قوله : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ) (على ما كان عندهم أوجز كلام فى هذا المعنى ؛ وهو) قولهم : (القتل أنفى للقتل ـ بقلة حروف ما يناظره) أى : اللفظ الذى يناظر قولهم : القتل أنفى للقتل (منه) أى : من قوله (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ ؛) لأن قوله : (وَلَكُمْ) زائد على قولهم : القتل أنفى للقتل ؛ فحروف (فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) مع التنوين : أحد عشر ، وحروف القتل أنفى للقتل : أربعة عشر ؛ ...
______________________________________________________
(قوله : وفضله) مبتدأ خبره قوله : بقلة إلخ ، وقوله على ما كان إلخ : متعلق بفضله ، وقوله : أوجز : خبر كان ، وقوله : عندهم : ظرف لأوجز ، وحاصل ما فى المقام أن المعنى المشار إليه فى الآية وهو كون القتل بالقتل يمنع القتل فتثبت به الحياة قد نطقت العرب بكلام قصدا لإفادته على وجه الإيجاز ، وأراد المصنف أن يفرق بين الكلام القرآنى والكلام الذى جرى فى ألسنتهم وإن كان كل من إيجاز القصر فذكر أوجها سبعة يتبين بها الفضل بين الكلامين والفرق بين العبارتين (قوله : أى رجحان قوله ولكم إلخ) إنما لم يسقط قوله : ولكم مع أنها لا دخل لها فى إفادة المعنى المراد ليستقيم كلام المصنف فى قوله ما يناظره منه (قوله : على ما كان عندهم) أى : على الكلام الذى كان عندهم أى : فى اعتقادهم ولعل نكتة التقييد به أنه ليس كذلك فى الواقع ؛ لأن أوجز شىء فى هذا المعنى فى الواقع القصاص حياة ، وقوله : فى هذا المعنى أى : وهو كون القتل بالقتل يمنع القتل فتثبت به الحياة (قوله : وهو) أى : الكلام الذى هو أوجز كلام عندهم فى هذا المعنى (قوله : القتل) أى : قصاصا ، وقوله : أنفى للقتل أى : أكثر نفيا للقتل ظلما من غيره ، ويحتمل أن أفعل ليس على بابه أى : القتل قصاصا ناف للقتل ظلما لما يترتب عليه من القصاص (قوله : أى اللفظ) تفسير لما ، وقوله : قولهم : بيان لمرجع ضمير يناظره البارز ، وأما المستتر فهو عائد على ما (قوله : منه) أى : حال كون المناظر لقولهم منه (قوله : وما يناظره منه) أى : واللفظ الذى يناظر قولهم : القتل أنفى للقتل من جملة قوله تعالى" ولكم فى القصاص حياة" هو قوله : فى القصاص حياة.
(قوله : لأن قوله إلخ) علة لقوله وما يناظره منه هو قوله إلخ (قوله : فحروف إلخ) أى : لأن حروف إلخ وهذا بيان لقلة حروف ما يناظر قولهم (قوله : من التنوين)