وبالجملة لا نسلم أن لفظ الآية والبيت ناقص عن أصل المراد.
[إيجاز القصر] :
(والإيجاز ضربان : إيجاز القصر ؛ وهو ما ليس بحذف ؛ نحو قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ ؛) فإن معناه كثير ولفظه يسير) ...
______________________________________________________
[إيجاز القصر] :
(قوله : بالجملة) أى : وأقول قولا ملتبسا بالجملة أى : بالإجمال أى : وأقول قولا مجملا. (قوله : والإيجاز) أى : من حيث هو على ضربين ؛ وذلك لأن اللفظ قد ينظر فيه إلى كثرة معناه بدلالة الالتزام من غير أن يكون فى نفس التركيب حذف ، ويسمى بهذا الاعتبار إيجاز القصر لوجود الاقتصار فى العبارة مع كثرة المعنى وقد ينظر فيه من جهة أن التركيب فيه حذف ويسمى إيجاز الحذف والفرق بين إيجاز الحذف والمساواة ظاهر ، وكذا الفرق بين مقاميهما ؛ لأن مقام المساواة هو مقام الإتيان بالأصل ولا مقتضى للعدول عنه ، ومقام الإيجاز المذكور هو مقام حذف أحد المسندين أو المتعلقات ، وأما الفرق بين إيجاز القصر والمساواة وبين مقاميهما فهو أن المساواة ما جرى به عرف الأوساط الذين لا ينتبهون لإدماج المعانى الكثيرة فى لفظ يسير ، والإيجاز بالعكس ، ومقام المساواة كثير مثل أن يكون المخاطب ممن لا يفهم بالإيجاز أو لا يتعلق غرضه بإدماج المعانى الكثيرة ، ومقام الإيجاز كتعلق الغرض بالمعانى الكثيرة ويكون الخطاب مع من يتنبه لفهمها ولا يحتاج معه إلى بسط (قوله : إيجاز القصر) أى : ما يسمى بايجاز القصر بكسر القاف على وزن عنب كما حققه بعضهم ، وإن كان المشهور فيه فتح القاف وسكون الصاد كشهد (قوله : وهو ما ليس بحذف) أى : وهو الكلام الذى ليس ملتبسا بحذف فى نفس تركيبه ، ولكن فيه معان كثيرة اقتضاها بدلالة الالتزام أو التضمن فالباء للملابسة ، ويصح جعلها للسببية أى : وهو إيجاز ليس بسبب الحذف ، بل بسبب قصر العبارة مع كثرة المعنى (قوله : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ)) (١) أى :
__________________
(١) البقرة : ١٧٩.