وقدّدت ، الأديم لراهشيه (وألفى) أى : وجد (قولها كذبا ومينا)
والكذب والمين واحد. قوله : [قددت] أى : قطعت ، والراهشان : العرقان فى باطن الذراعين ، والضمير فى راهشيه ، وفى ألفى لجذيمة ...
______________________________________________________
أأبدلت المنازل أم عيينا |
|
تقادم عهدهنّ فقد بلينا |
إلى أن قال :
ألا يأيها المثرى المرجّى |
|
ألم تسمع بخطب الأوّلينا |
(قوله : وقددت) (١) من القد وهو القطع والتقديد مبالغة فيه والأديم الجلد (قوله : لراهشيه) اللام بمعنى إلى التى للغاية أى : قطعت الجلد الملاصق للعروق إلى أن وصل القطع للراهشين (قوله : ومينا) فى رواية مبينا وعليها فلا شاهد فى البيت ، وهذه الرواية خلاف رواية الجمهور وإن كانت موافقة لبقية القصيدة ؛ لأن أبياتها كلها مكسور فيها ما قبل الياء (قوله : والكذب والمين واحد) أى : فلا فائدة فى الجمع بينهما ، ولا يقال : فائدته التوكيد ، إذ عطف أحد المترادفين على الآخر يفيد تقرير المعنى ؛ لأنا نقول التأكيد إنما يكون فائدة إن قصد لاقتضاء المقام إياه ، وليس مقام هذا الكلام مقتضيا لذلك ؛ لأن المراد منه الإخبار بمضمون المقصود وهو أن جذيمة غدرت به الزباء وقطعت راهشيه وسال منه الدم حتى مات وأنه وجد ما وعدته به من تزوجه كذبا ، فإن قلت : إن الثانى وهو المين متعين للزيادة ؛ لأن الأول واقع فى مركزه ، والثانى معطوف عليه قلت مدار التعين وعدم التعين أنه إن لم يتغير المعنى بإسقاط أيهما كان ، فالزائد غير متعين وإن تغير المعنى بإسقاط أحدهما دون الآخر ، فالزائد هو الآخر ولا يعتبر فى ذلك كون أحدهما متقدما والآخر متأخرا ـ كذا ذكر العلامة عبد الحكيم.
(قوله : العرقان فى باطن الذراعين) ينزف الدم منهما عند القطع (قوله : لجذيمة) هو بفتح الجيم بصيغة المكبر وبضمها بصيغة المصغر كان من العرب الأولى وكنيته أبو مالك وكان فى أيام الطوائف ، وقال أبو عبيد كان بعد عيسى ـ صلوات الله
__________________
(١) البيت لعدى بن زيد فى ذيل ديوانه ص ١٨٣ ، والأشباه والنظائر ٣ / ٢١٣ والدرر ٦ / ٧٣ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٣٣ ، ولسان العرب (مين) ومعاهد التنصيص ١ / ٣١٠.