فيكونان متضادين.
(وما يتصف بها) أى : بالمذكورات ؛ كالأسود والأبيض ، والمؤمن والكافر ، وأمثال ذلك ، فإنه يعد من المتضادين باعتبار الاشتمال على الوصفين المتضادين (أو شبه تضاد ؛ ...
______________________________________________________
الإيمان والكفر ، فالشاك والجاهل الذى لم يذعن ولم يجحد ليس بمؤمن ولا كافر ، مع أنه لا واسطة بينهما ، وأجيب بأن المراد بقولهم الكفر إنكار شىء أى : حقيقة أو حكما ؛ لأنه إذا ادعى وأقيم له المعجزة والدليل ، فتردده إنما هو لإنكاره ، فكلا منا فيمن دعى وهو لا يكون إلا مصدقا أو منكرا ، وليس كلا منا فيمن لم تبلغه دعوة.
واعلم أنه على التحقيق من أن التقابل بين الإيمان والكفر من تقابل العدم والملكة عدم الواسطة بينهما ظاهر ؛ لأن الشاك والجاهل داخلان فى الإنكار لانتفاء التصديق منهما (قوله : فيكونان متضادين) أى : وحينئذ فيصح التمثيل الذى ذكره المصنف.
(قوله : وما يتصف بها) عطف على السواد أى : وكالذوات المتصفة بالمذكورات (قوله : كالأسود إلخ) أى : فيقال : الأسود ذهب ، والأبيض جاء ، والمؤمن حضر ، والكافر غاب (قوله : وأمثال ذلك) عطف على الأسود أى : كسوداء ، وبيضاء ، ومؤمنة ، وكافرة ، أو على ضميريها كالإطاعة والعصيان ، فيقال : الطائع جاء ، والعاصى ذهب (قوله : فإنه) أى : ما يتصف بالمذكورات ، وهذا توجيه لجعل الذوات الموصوفة بالمذكورات متضادة (قوله : باعتبار الاشتمال إلخ) أى : على وجه الدخول فى المفهوم لا باعتبار ذاتيهما بقطع النظر عن وصفيهما ، فإنه لا تضاد بينهما ، فذات الأبيض وذات الأسود قطع النظر عن وصفيهما وهما البياض والسواد لا تضاد بينهما لعدم تواردهما على المحل لكونهما من الأجسام لا الأعراض ولعدم العناد بينهما (قوله : أو شبه تضاد) بألّا يكون أحد الشيئين ضدا للآخر ولا موصوفا بضد ما وصف به الآخر ، ولكن يستلزم كل منهما معنى ينافى ما يستلزمه الآخر وهو قسمان ما يكون فى المحسوسات كالسماء والأرض ، وما يكون فى المحسوسات والمعقولات كالأول والثانى فيقال : السماء مرفوعة لنا والأرض موضوعة لنا ، والأول سابق والثانى لاحق ، فالجامع بين