(كالسواد والبياض) فى المحسوسات (والإيمان والكفر) فى المعقولات ، والحق أن بينهما تقابل العدم والملكة ؛ لأن الإيمان هو تصديق النبى صلىاللهعليهوسلم فى جميع ما علم مجيئه به بالضرورة ؛ ...
______________________________________________________
لا أنه بالفعل ؛ لأن الضدين قد يرتفعان ، ثم إن المحل قد يراد به ما يقوم به الشىء فى الجملة ، فيشمل المادة وهى الهيولى باعتبار عروض الصور النوعية لها كالطين باعتبار عروض الصور كالزيرية والإبريقية له ، فعلى هذا يدخل فى التعريف التضاد بين الجواهر أعنى الصور النوعية كالإبريق والزير ، ومن أراد أن يخرج من التعريف الأنواع المتنافية من الجواهر لقصره التضاد على المعانى كالسواد والبياض ، أو على المتصف بها باعتبارها كالأسود والأبيض لا باعتبار ذات المتصف جعل مكان المحل الموضوع ، فقال يتعاقبان على موضوع واحد ؛ وذلك لأن الموضوع مخصوص بالجوهر ذى الصورة ، فعلى هذا لا يتقابل إلا الأعراض ، فتخرج الأنواع وتبقى المعانى ، ثم إنه فى بعض النسخ تقييد الأمرين الوجوديين بكونهما بينهما غاية الخلاف ، فيخرج بهذا القيد التعاند كالتقابل بين السواد والحمرة والبياض والصفرة ، وعلى ما فى هذه النسخة يكون ما ذكره الشارح تعريفا للتضاد الحقيقى ، وفى بعض النسخ إسقاط هذا القيد فيكون التعريف المذكور تعريفا للتضاد المشهور الشامل للتعاند ، والحاصل أنه على اعتبار القيد فى التعريف تكون أنواع التقابل خمسة التماثل والتناقض ، وتقابل العدم والملكة والتضاد والتعاند ، وعلى عدم اعتباره فيه يكون التعريف شاملا للتضاد الحقيقى وللمشهور ، وتكون أنواع التقابل منحصرة فى أربعة : التماثل والتناقض والتضاد وتقابل العدم والملكة (قوله : كالسواد والبياض) فيقال ذهب السواد وجاء البياض ، أو السواد لون قبيح والبياض لون حسن ، وقوله فى المحسوسات أى : حال كونهما من المحسوسات.
(قوله : والإيمان والكفر) نحو ذهب الكفر وجاء الإيمان ، والإيمان حسن والكفر قبيح ، (وقوله : فى المعقولات) حال أى : حال كونهما من المعقولات (قوله : والحق أن بينهما) أى : بين الإيمان والكفر تقابل العدم والملكة أى : لا تقابل التضاد كما هو ظاهر كلام المصنف وهو مبنى على أن الكفر وجودى ، فالإيمان تصديق النبى ـ صلّى الله