فحذف هذا الاستئناف كله وأقيم قوله : [لهم إلف وليس لكم إلاف] مقامه لدلالته عليه (أو بدون ذلك) أى : قيام شىء مقامه اكتفاء بمجرد القرينة (نحو : (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ)(١) أى : نحن ؛ على قول) أى : على قول من يجعل المخصوص خبر المبتدأ ؛ أى : هم نحن.
[الوصل لدفع الايهام] :
ولما فرغ من بيان الأحوال الأربعة المقتضية للفصل شرع فى بيان الحالتين المقتضيتين للوصل فقال : ...
______________________________________________________
ما قاله الشارح ؛ لأن لهم إلف وليس لكم إلاف على ما قال الشارح تأكيد للاستئناف المحذوف ، أو بيان له لاستلزامه له من غير تقدير سؤال آخر ، وأما على هذا الاحتمال فيكون استئنافا مستقلا جوابا عن سؤال عن علة ادعاء الكذب ، فتغاير الوجهان بهذا الاعتبار ، وإن كان مآلهما واحدا بحسب القصد ـ فتأمل.
(قوله : فحذف هذا الاستئناف) وهو قوله : كذبتم الواقع فى جواب السؤال (قوله : لدلالته عليه) أى : لأنه علة له والعلة تدل على المعلول ، ويحتمل أن المراد لدلالته عليه أى : من حيث إنه يدل على نفى المزعوم من الأخوة والنظارة (قوله : اكتفاء بمجرد القرينة) أى : الدالة على المحذوف التى لا بد منها فى كل حذف (قوله : أى هم نحن) فيكون المحذوف جملة المخصوص مع مبتدئه (قوله : على قول) أى : إنما يكون مما حذف فيه المجموع على قول ، وأما على قول من يجعله مبتدأ والجملة قبله خبرا عنه فليس من هذا الباب أى : الاستئناف ، بل مما حذف فيه المبتدأ فقط وقد يقال لا وجه لتخصيص حذف الاستئناف مع عدم قيام شىء مقامه بقول من يجعل المخصوص خبر مبتدأ محذوف ، بل يجرى أيضا على قول من يجعله مبتدأ خبره محذوف ، فكان على المصنف أن يقول على قولين : اللهم إلا أن يكون اقتصاره على ذلك القول ؛ لأنه المشهور بين النحاة ـ فتدبر.
(قوله : ولما فرغ من بيان الأحوال الأربعة إلخ) أى : وهى كمال الانقطاع بلا إيهام وكمال الاتصال وشبه الأول وشبه الثانى (قوله : شرع فى بيان الحالتين إلخ) وهما
__________________
(١) الذاريات : ٤٨.