وقع فيها التنازع ؛ حتى كأنك قلت : ليس هو بقاعد ، ولا نائم ، ولا مضطجع ، ونحو ذلك ، فإذا قلت : لا قاعد فقد نفيت بلا العاطفة شيئا هو منفى قبلها بما النافية ، وكذا الكلام فى : ما يقوم إلا زيد ؛ وقوله : بغيرها يعنى من أدوات النفى ؛ على ما صرح به فى المفتاح ؛ وفائدته الاحتراز عما إذا كان منفيا بفحوى الكلام ، ...
______________________________________________________
أى : بلفظ ما التى هى أداة نفى صراحة وإن كان المنفى مجملا. (قوله : وقع فيها التنازع) أى : والصفة التى تنفيها بلا بعد هذا يجب أن تكون مما وقع فيها النزاع ، وإلا خرجت عما يراعى فى خطاب العطف بها من إفادة الحصر أو تأكيده.
(قوله : حتى كأنك إلخ) أتى بالكأنية لكون ذلك القول ليس بمحقق وإلا نافى قوله والأصل فى الثلاثة إلخ (قوله : ونحو ذلك) أى : كالمستلقى.
(قوله : فقد نفيت بلا العاطفة شيئا إلخ) أى : فلزم التكرار وحينئذ فلا يصح ورودها بعد النفى والاستثناء قيل المنع إذا عطف على المستثنى منه ، وأما إذا عطف على المستثنى فهو جائز لعطفه على المثبت ، فإذا قلت : ما قام القوم إلا زيد لا عمرو صح على أنه معطوف على زيد ؛ لأن المعنى نفى القيام عن القوم وإثباته لزيد ثم نفى إثباته عن عمرو لعطفه بلا النافية على زيد الثابت له القيام ، فيلزم نفى القيام عن عمرو تفصيلا كما نفى عنه فى ضمن القوم إجمالا وفيه نظر مع ما تقرر من أن منفيها لا بد أن يكون غير منفى بغيرها قبلها ، سواء كان نفيها على جهة الإجمال ، أو التفصيل ، وليس الشرط أن لا يكون منفيا قبلها تفصيلا فقط حتى يتم هذا القيل (قوله : وكذا الكلام إلخ) يعنى أنه لا فرق بين قصر الموصوف على الصفة وهو ما مر ، وقصر الصفة على الموصوف وهو ما هنا فى هذا المثال فإنك قد نفيت فيه القيام عن عمرو وبكر وغيرهما من كل ما هو مغاير لزيد ، فلا يصح أن تقول : ما يقوم إلا زيد لا عمرو (قوله : يعنى إلخ) لما كان الغير شاملا لغير أدوات النفى كفحوى الكلام ، وكان غير مراد أتى بالعناية (قوله : وفائدته) أى : فائدة تقييد الغير بكونه من أدوات النفى (قوله : عما إذا كان النفى مدلولا عليه بفحوى الكلام) أى : التقديم كما فى قولنا : زيدا ضربت فلا مانع أن يقال