أو نحو ذلك (وقوله :
إنّ محلّا وإنّ مرتحلا) |
|
وإنّ فى السّفر إذ مضوا مهلا |
______________________________________________________
بعضهم بأنه فى هذا التركيب يجعل قوله بالباب بدلا من إذا بدل كل من كل أو خبرا بعد خبر وفيه نظر ، أما الأول فلأن الفصل بين البدل والمبدل منه بالأجنبى ـ كالمبتدأ هنا ـ غير جائز ولعدم انسياق الذهن لذلك البدل ؛ ولأنه بدل بإعادة الجار ولا جار فى المبدل منه ، وأما الثانى فلاقتضائه تعدد الحكم ؛ ولأن تعلق معمولين بعامل واحد غير جائز من غير عطف ، فالحق أن جواز جعله خبرا على قول المبرد لا يطرد (قوله : وقوله) (١) هو من المنسرح وأجزاؤه : مستفعلن مفعولات مستفعلن (قوله : مرتحلا) بفتح التاء والحاء مصدر ميمى بمعنى الارتحال ، كما أن محلا كذلك بمعنى الحلول (قوله : وإن فى السفر) أى : فى المسافرين أى : فى غيبتهم ، والسفر بفتح السين وسكون الفاء : اسم جمع سافر بمعنى مسافر ، لا جمع له ؛ لأن فعلا ليس من أبنية الجمع ـ كذا فى عبد الحكيم.
فما فى المطول وسم من أن السفر جمع لسافر على حذف مضاف.
(قوله : إذ مضوا) يجوز أن يكون حالا من الضمير فى الظرف أى : وإن مهلا أى : بعدا وطولا كائن فى غيبة المسافرين حال مضيهم ، ويجوز أن يكون منصوبا بفعل محذوف تقديره : أعنى وقت مضيهم ، ويجوز أن يكون تعليلا أى : إن فى غيبتهم مهلا ؛ لأنهم مضوا مضيا لا رجوع بعده ، ويجوز أن يكون ظرفا مقدما لمهلا يعنى أن فى المسافرين بعدا وطولا فى زمان مضيهم ، ولك أن تجعله خبرا بعد خبر ـ أفاده الفنارى ، ويجوز أن يكون بدل اشتمال من" فى السفر" إن جعلت إذا اسما غير ظرف بمعنى الوقت أى : وإن فى المسافرين فى زمان غيبتهم مهلا (قوله : مهلا) بفتح الميم والهاء مصدر بمعنى الإمهال وطول الغيبة أى بعدا وطولا عن الرجوع والمعنى إن لنا حلولا فى الدنيا ، وإن لنا ارتحالا عنها ؛ لأن المسافرين للآخرة أى : الموتى الذاهبين لها طالت غيبتهم عنا فلا رجوع
__________________
(١) البيت من المنسرح ، وهو للأعشى فى ديوانه ص ٢٨٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٥٢ ، ٤٥٩ ، والدرر ٢ / ١٧٣ ، والشعر والشعراء ص ٧٥ ، ولسان العرب (حلل) ، وتاج العروس (حلل) ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٩ / ٢٢٧.