أثرها ، فتوجه شيخ الإسلام الكمالي وناظر الحرمين ونائب السلطنة الأمير خضر بك ، والقضاة إلى دير صهيون ومحي أثرها بهدم ما بقي منها ، ونبش أساسها بحضورهم ، وذلك في شهر رمضان ، وكان يوما مشهودا أعظم من يوم هدمها الأول ، كما تقدم في السنة الماضية.
وفيها في يوم الاثنين سادس عشر شوال ، دخل القاضي شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن علي بن الأزرق الأندلسي المالكي إلى القدس الشريف ، متوليا قضاء المالكية ، عوضا عن القاضي شمس الدين بن مازن الغزي ، وباشر بعفة ، وتوجه بن مازن إلى غزة في أوائل شهر ذي القعدة ، واستمر معزولا إلى أن توفي في خامس عشر (١) ذي الحجة سنة تسعمائة ، وكانت إقامة ابن الأزرق بالقدس الشريف مدة شهرين ، وتوفي في خامس عشر ذي الحجة وتقدم ذكر ذلك في ترجمته.
ثم دخلت سنة ٨٩٧ ه
فيها في شهر ربيع الأول ، الموافق لكانون الثاني ، وقع هدم فاحش بكنيسة قمامة بالقدس في الليل من المطر ، وهلك تحته (٢) رجلان من طائفة الحبش ، واستمر إلى يومنا لم يعمر ، والمرجو من كرم الله هدم باقيها.
وفيها ورد مرسوم شريف على شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف بالتوجه إلى مدينة غزة ، وصحبته الأمير خضر بك ناظر الحرمين ونائب السلطنة بالقدس الشريف ، وإيقاع الصلح بينه وبين المقر الأشرف السيفي (٣) أقباي كافل المملكة الغزية ، بسبب ما بينهما من التنافر ، وإزالة الكدر والوحشة من بينهما ، والمعاهدة بينهما على ذلك ، وكتابة صورته وعرضها على المسامع الشريفة ، فتوجه من القدس الشريف إلى غزة امتثالا للمراسيم الشريفة ، وحصل الصلح بين المشار إليهما على أحسن وجه ، وكان ذلك في حادي عشري جمادى الآخرة ، ودخل (٤) الأمير خضر بك إلى القدس الشريف بخلعة كاملية بسمور في بكرة يوم الأربعاء حادي (٥) عشر جمادى الآخرة ، ودخل شيخ الإسلام الكمالي بعد العصر من يوم الخميس بكاملية صوف أبيض سمور.
__________________
(١) في خامس عشر أب ه : في الجمعة سابع عشر ج د.
(٢) تحته أ: تحتها ب ج د ه.
(٣) السيفي ب : ـ أج د ه.
(٤) ودخل الأمير خضر بك إلى القدس الشريف ... صوف أبيض سمور أب ه : ـ ج د.
(٥) حادي عشر جمادي ب ه : حادي جمادى أ: جمادى الآخرة ج د.