وفيها أخمد الله الفتنة بين مولانا السلطان الملك الأشرف ، وبين بايزيد (١) خان بن عثمان خان ، ملك الروم ، وحضر قصاد ابن عثمان (٢) صحبه قاضي مدينة / / برصة (٣) بطلب الصلح مع مولانا السلطان ، عز نصره ، فأحسن إليهم وأكرمهم ، وعاد القاضي والقصاد ، المشار إليهم ، وزاروا قبر (٤) سيدنا الخليل ، عليه السلام ، ودخلوا بيت المقدس في شهر رمضان ، وركب للقائهم الأمير خضر بك ناظر الحرمين ونائب القدس (٥) الشريف ، وشيخ الإسلام النجم ابن جماعة والقضاة الأربعة ، والخاص والعام ، ودخلوا إلى القدس الشريف ، وكان يوما مشهودا وتوجهوا في الشهر المذكور قاصدين بلاد الروم ، وحصل الصلح بين الملكين وحصل للرعية الطمأنينة بذلك ، ولله الحمد والمنة.
وجهز السلطان قاصده جان بلاط (٦) لابن عثمان لعود الجواب من الصلح ، فحصل له الخير من ملك الروم وبالغ في إكرامه ، وأكمل الله الصلح بين الملكين.
وكان ابتداء الفتنة وتجهيز العساكر للتجريدة من أوائل سنة ٨٨٩ ه (٧)(٨) إلى أن لطف الله تعالى بعباده ، ووقع الصلح في هذا التاريخ بعد وقوع الحرب والفتن نحو ثمان سنين ، وصرف في التجاريد لذلك ما لا يحصى كثرة ، وكان عود الأمير جان بلاط من بلاد الروم في شهر ربيع الأول سنة ٨٩٩ ه (٩).
وفيها ـ أعني سنة ست وتسعين ـ ورد مرسوم شريف على شيخ الإسلام الكمالي (١٠) ، يتضمن أنه اتصل بالمسامع الشريفة أن القبة التي أحدثها النصارى عند دير صهيون لما هدمت ، بقي بعض (١١) بناء من أثرها ، فتقدم بإكمال هدمها ومحو
__________________
(١) بايزيد ب ه : أبي يزيد أد : ـ ج / / خان ب : ـ أج د ه.
(٢) قصاد ابن عثمان أ: قصاد السلطان ب : قاصد السلطان ج د ه / / بطلب أ: لعقد ب : في الصلح ج د ه.
(٣) برصة : مدينة تركية تعرف بروسة وقديما بروساPrusa ، ورسمت في الكتب والمصادر ، بين برصة أو برصا ، ينظر : بروسة ٣ / ٦٠٨.
(٤) قبر د ه : ـ أب ج.
(٥) القدس أج د : السلطنة ب ه.
(٦) أصله لدولات باي المحوجب ، ثم أصبح خاصكيا ، وأخيرا عينه قايتباي رسولا لابن عثمان ، لإتمام الصلح بينهما ، ينظر : السخاوي ، الضوء ٣ / ٦٢.
(٧) ٨٨٩ ه / ١٤٩٢ م.
(٨) ٨٨٩ أب ج ه : سبع وتسعين د.
(٩) ٨٩٩ ه / ١٤٩٣ م.
(١٠) الكمالي أب ج د : ـ ه.
(١١) بعض ب ج د ه : ـ أ.