ثوابا جزيلا ، ومد في حياته أمدا طويلا ، وتوفي شيخنا (١) الإمام القدوة شمس الدين أبو العون محمد الغزي في شهر ربيع الآخر سنة عشر وتسعمائة (٢) بمدينة الرملة ، وله نيف وثمانون سنة ، رضي الله عنه ونفعنا به.
وبأرض فلسطين عدة من الأولياء والصالحين والأماكن المقصودة للزيارة ، والمراد هنا (٣) الاختصار ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ذكر عسقلان
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله ، إني أريد الغزو في سبيل الله تعالى ، فقال عليك بالشام فإن الله تعالى قد تكفل بالشام وأهله ، وألزم من الشام عسقلان فإنها إذا دارت الرحا في أمتي كان أهلها في عافية ، وقد ورد فيها أحاديث غير هذا ضعفها الحافظ أبو محمود (٤) ، وكذب رواتها.
تقدم أن عسقلان كانت من أحسن المدن وأظرفها ، وقد خربها الملك صلاح الدين الأيوبي (٥) في شهر شعبان سنة ٥٨٧ ه (٦) ، واستمرت إلى يومنا هذا (٧) لم تعمر ، وبها مشهد عظيم بناه الفاطميون خلفاء مصر على ما كان زعموا أن رأس الحسين بن علي ، رضي الله عنه به وبعسقلان أماكن تقصد للزيارة ، وهي على شاطئ البحر المالح (٨) ، وقد ألف الحافظ بن عساكر (٩) جزءا في فضلها.
ذكر غزة
عن مصعب بن ثابت (١٠) عن ابن الزبير (١١) يرفعه ، «طوبى لمن سكن إحدى
__________________
(١) وتوفي شيخنا ... ونعفنا به أب ج د : ـ ه / / الإمام القدوة شمس الدين أ: د ب ج د ه / / محمد أب : ـ ج د ه.
(٢) ٩١٠ ه / ١٥٠٤ م.
(٣) والمراد أد ه : المقصود ب ج.
(٤) أبو محمود أج د ه : أبو محمد ب / / وكذب أه : أكذب ب ج د.
(٥) الأيوبي أ: ـ ب ج د ه.
(٦) ٥٨٧ ه / ١١٩١ م.
(٧) هذا أ: ـ ب ج د ه / / بناه الفاطميون أد : بعض الفاطميين ب ج ه.
(٨) المالح ب ج : المالج ه : ـ أد.
(٩) أبو القاسم علي ، صاحب تاريخ دمشق ، ولد سنة ٤٩٩ ه / ١١٠٥ م وتوفي سنة ٥٧١ ه / ١١٧٥ م ؛ ينظر : ابن خلكان ٣ / ٣٠٦ ؛ الذهبي ، العبر ٣ / ٦٠ ؛ الأسنوي ٢ / ٩٥.
(١٠) مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير أبو عبد الله الأسدي ، لم يذكر له تاريخ ميلاد أو وفاة ، ينظر : ابن سعد ٥ / ٢٩٩ ؛ ابن قتيبة ٢٢٦ ؛ الذهبي ، سير ٧ / ٢٩.
(١١) ابن الزبير : عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد أبو عبد الله القرشي الأسدي ، ابن حواري رسول الله ،