شهد مشهد عظيم مأنوس ، وبه منارة مرتفعة ، وأهل تلك النواحي بأسرها في خفره (١) وبركة سره ومن مناقبه أن الإفرنج يعتقدون فيه ، ويعترفون (٢) بصلاحه ، وقد أخبرت أن الإفرنج إذا أقبلوا على ضريحه وهم في البحر كشفوا رؤوسهم ونكسوها نحوه (٣) ، رضي الله عنه ، وكانت وفاته في (٤) يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ٤٧٤ ه (٥). ولما نزل الملك (٦) الظاهر بيبرس لفتح يافا وأرسوف ، زاره ونذر النذور والأوقاف ودعى عنده ، فيسر الله له فتح البلاد ، وفي كل سنة له موسم ، ففي زمن الصيف يقصده الناس من البلاد البعيدة والقريبة ، ويجتمع هناك خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى وينفقون أموالا جزيلة (٧) ، ويقرأ عنده المولد الشريف.
وفي عصرنا ولي النظر عليه سيدنا ومولانا وشيخنا ولي الله تعالى قدوة العباد (٨) وإمام الزهاد وبركة الوجود والعباد ، شمس الدين أبو العون محمد الغزي القادري (٩) الشافعي ، نزيل جلجوليا (١٠) شيخ السادة القادرية بالمملكة الإسلامية ، أمتع (١١) الله الأنام بوجوده ، فعمر المشهد وأقام نظامه وشعائره وفعل أثارا حسنة منها : الرخام المركب على الضريح الكريم عمله في سنة ٨٦٦ ه (١٢)(١٣) ، وكان قبله يحمل عليه ضريح من خشب ، وحفر البئر الذي بصحن المسجد حتى وصل إلى الماء المعين ، ثم عمر برجا على ظهر الإيوان من جهة الغرب للجهاد في سبيل الله تعالى (١٤) ، ووضع فيه آلات الحرب لقتال الإفرنج / / خذلهم الله تعالى ، وكانت عمارته بعد التسعين والثمانمائة وغير ذلك من أنواع العمارة والخير ، أثابه الله تعالى
__________________
(١) خفره أج د ه : حفظه ب.
(٢) ويعترفون ... أن الإفرنج أب : ـ ج د ه / / إذا أب : وإذا ج : ـ د ه.
(٣) نحوه رضي الله عنه أب : وكانت أب : فكانت ح.
(٤) في يوم السبت ... من ربيع الأول أب : ـ ح د ه / / لاثنتي عشرة أج ه : لاثنتي عشر ب : ـ د / / ليلة ب ح ه : ـ أد / / سنة أب : في سنة ح : ـ د ه.
(٥) ٤٧٤ ه / ١٠٨١ م.
(٦) الملك أب : ـ ج ه د / / لفتح أج : يوم فتح ب : د ه / / عنده أج د ه : عند قبره ب.
(٧) أموالا جزيلة أج ه : الأموال الجزيلة ب : ـ د.
(٨) قدوة العباد ... شمس الدين أب ه : ـ ج د.
(٩) القادري أب ج ه : القادي د.
(١٠) جلجوليا : بلدة فلسطينية على مسيرة ٥ كم جنوب قلقلية ، ينظر : الدباغ ٥ / ٣٩٩ ؛ أبو حمود ٦٢.
(١١) أمتع أج د ه : متع ب.
(١٢) ٨٦٦ / ١٤٦١ م.
(١٣) ٨٦٦ ب : ٨٨٦ أج ه : ـ د.
(١٤) تعالى ب : ـ أج ه د.