عبقرية التفتازاني :
يقول الشيخ المراغى فى" تاريخ علوم البلاغة" :
" إن السيد الشريف وإن فاقه ذكاء وغلبه فى البحث والجدل ، فإنه لا يصل إلى منزلته فى دقة الفكر والغوص على المعاني ، وقد كان فى بدء التأليف وأثناء التصنيف يغوص فى بحار تحقيقاته ، ويلتقط الدر من تدقيقاته ، ويعترف برفعة شأنه ، وجلالة قدره وعلوّ مقامه ، إلا أنه وقعت بينهما منافرة بسبب المناظرة التى كانت فى مجلس تيمورلنك ، وحل الخلاف محل الوفاق ، والتزم كل منهما تزييف ما قال الآخر".
وقال مؤرخ المغرب القاضى عبد الرحمن بن محمد الحضرمى المالكى الشهير بابن خلدون فى" مقدمة" تاريخه : وقفت بمصر على تآليف متعددة لرجل من عظماء هراة من بلاد خراسان اشتهر بسعد الدين التفتازاني ، تشهد بأن له ملكة راسخة فى علم الكلام وأصول الفقه والبيان ، وفى أثنائها ما يدل على أن له اطلاعا على العلوم الحكمية ، وقدما عالية فى سائر الفنون.
ذكر وفاته ـ رحمهالله تعالى ـ :
قال السيوطى فى" بغية الوعاة" : " مات بسمرقند سنة إحدى وتسعين وسبعمائة هجرية" وقال ابن حجر فى" الدرر" : " مات فى صفر سنة ٧٩٢ ه ، ولم يخلف بعده مثله ، وكان مولده سنة ٧١٢ ه على ما وجد بخط ابن الجزري ، وذكر لى شهاب الدين بن عربشاه الدمشقى الحنفى أن الشيخ علاء الدين كان يذكر أن الشيخ سعد الدين توفى سنة ٧٩١ ه عن نحو ثمانين سنة".
كتاب" مختصر السعد" :
أما كتابه هذا فهو من جملة شروح" التلخيص" الدائرة فى فلك" المفتاح" والتى صبغتها الصبغة السكاكية ، وغلبت عليها الحدود المنطقية.
غير أن القارئ لكتابه لا يعدم فائدة أو لطيفة يبز بها التفتازانى أقرانه ، ويتميز بها عليهم ، وقد حاولنا إبراز بعض ذلك فى مواضعه.