وإن حكاه الأخفش فى نحو : الدينار الصفر ، والدرهم البيض.
[أغراض التعريف بالإضافة] :
(وبالإضافة) أى : تعريف المسند إليه بالإضافة إلى شىء من المعارف (لأنها) أى : الإضافة (أخصر طريق) إلى إحضاره فى ذهن السامع (نحو : هواى (١)) ؛ ...
______________________________________________________
كون المفرد الداخل عليه أداة الاستغراق معناه كل فرد امتنع وصفه بنعت الجمع بأن يجعل الجمع نعتا له.
(قوله : وإن حكاه الأخفش) عن بعضهم فى قوله : أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم البيض ، نظرا لكون أل للجنس ومدخولها يصدق بالجمع لتحققه.
[تعريف المسند إليه بالإضافة] :
(قوله : لأنها) أى : الإضافة بمعنى المعرف بها أخصر طريق ظاهره أنها أخصر طرق التعريف ، وليس كذلك ، إذ لا تظهر الأخصرية إلا بالنسبة للموصول ، وأما العلم والضمير واسم الإشارة والمعرف باللام فالأمر بالعكس ، وأجيب بأن المراد إنها أخصر الطرق فى إحضار المسند إليه فى ذهن السامع ملتبسا بالوصف الذى قصده المتكلم لا إحضاره فى ذهن السامع من حيث ذاته ، ألا ترى أن قصد المتكلم فى البيت المذكور إحضاره بوصف كونه مهويا لأجل إفادة زيادة التحسر ، ولو قال الذى أهواه ، أو من أهواه ، أو الذى يميل إليه قلبى مع الركب اليمانين إلخ لكان طريقا مفيدا لمقصود المتكلم ، إلا أنه ليس أخصر من الإضافة ، ولو أتى به اسم إشارة أو ضميرا بأن قيل هذا مثلا أو هى مع الركب اليمانين إلخ لا يفيد غرض المتكلم ، إذ لا يعلم كونها محبوبة أم لا ، ولو قيل هند مهويتى أو محبوبتى كان غير أخصر ، وإن كان مفيدا لغرض المتكلم ، ولو أتى به معرفا باللام لم يفد غرضه إلا بواسطة الجار والمجرور نحو : المحبوب لى ، وفيه طول بالنسبة للمضاف (قوله : نحو هواى)
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لجعفر بن علبة الحارثى ، وهو فى معاهد التنصيص ١ / ١٢٠ ، والتبيان ١ / ١٦٣ ، والمفتاح ص ٩٩ ، والإيضاح الفقرة ٣٦ هامش ٣. وجعفر بن علبة شاعر مقل من مخضرمى الدولتين الأموية والعباسية ، وكان مسجونا بمكة فزارته محبوبته مع ركب من قومها ، فلما رحلت قال فيها ذلك.