أو تعظيمه بالبعد ، نحو : (الم. ذلِكَ الْكِتابُ)(١)) تنزيلا لبعد درجته ورفعة محله منزلة بعد المسافة (أو تحقيره بالبعد كما يقال : ذلك اللعين فعل كذا) تنزيلا لبعده عن ساحة عز الحضور والخطاب منزلة بعد المسافة ...
______________________________________________________
الذى (قوله : أهذا الذى إلخ) أى : فقد أورد المسند إليه اسم إشارة موضوعا للقرب قصدا لإهانته.
فكأن ـ الكفرة قبحهم الله ـ يقولون أهذا الحقير يذكر آلهتكم المستعظمة بنفى الألوهية عنها ، واعلم إن إشارة القريب كما تستعمل لقصد الإهانة كما قلنا تستعمل لقصد إفادة التعظيم نظرا لاعتبار مخالطة القريب للنفس ، وأنه حاضر عندها لا يغيب عنها ، إذا علمت هذا ، فقول المصنف أو تعظيمه بالبعد فيه اكتفاء أى : أو بالقرب (قوله : أو تعظيمه بالبعد) أى : يؤتى بالمسند إليه اسم إشارة لقصد تعظيم معناه بسبب دلالته على البعد نظرا إلى أن البعيد شأنه العظمة ، إذ لا ينال بالأيدى (قوله : تنزيلا لبعد درجته إلخ) جواب عما يقال إن الكتاب المشار إليه حاضر ، فما وجه استعمال إشارة البعيد فيه فقوله تنزيلا معمول لمحذوف أى : استعمل إشارة البعيد هنا تنزيلا إلخ ، وقوله لبعد درجته أى : عظم درجته.
(قوله : أو تحقيره بالبعد) أى : يؤتى بالمسند إليه اسم إشارة قصدا لتحقير معناه بسبب الدلالة على البعد نظرا إلى أن البعيد شأنه عدم الالتفات إليه لعدم مخالطته للنفس (قوله : كما يقال) أى : للحاضر فى المجلس ذلك اللعين فعل كذا فقد عبر عن المسند إليه باسم الإشارة الموضوع للبعيد قصدا لحقارته ؛ لأن شأن البعيد عدم الالتفات إليه (قوله : تنزيلا لبعده إلخ) جواب عما يقال كيف يصح استعمال إشارة البعيد فى الحاضر فى المجلس فهو معمول لمحذوف أى : واستعمل إشارة البعيد فى الحاضر تنزيلا ، وقوله لبعده أى : لحقارته (قوله : عن ساحة عز الحضور) إضافة عز لما بعده من إضافة الصفة للموصوف أى : عن ساحة الحضور ، والخطاب العزيزين وفى الكلام استعارة بالكناية حيث شبه الحضور بدار عزيزة تشبيها مضمرا فى النفس وطوى ذكر المشبه به ، وإثبات الساحة تخييل والعز ترشيح ، أو بالعكس.
__________________
(١) البقرة : ١ ، ٢.