قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    حاشية الدسوقي [ ج ١ ]

    حاشية الدسوقي [ ج ١ ]

    387/754
    *

    وقيل معنى كونه معه : أن يكون موجودا فى نفس الأمر ؛ وفيه نظر ؛ لأن مجرد وجوده لا يكفى فى الارتداع ما لم يكن حاصلا عنده ، وقيل معنى ما إن تأمله : شىء من العقل ؛ وفيه نظر ؛ لأن المناسب حينئذ أن يقال : ما إن تأمل به لأنه لا يتأمل العقل بل يتأمل به (نحو : (لا رَيْبَ فِيهِ)(١)) ظاهر هذا الكلام أنه مثال لجعل منكر الحكم كغيره وترك التأكيد لذلك ؛ ...

    ______________________________________________________

    (قوله : وقيل إلخ) هذا وجه ثان فى معنى معه ، وقوله بعد وقيل معنى ما إلخ ، وجه ثان فى معنى ما ، فالحاصل أن فى معه وجهين وفى ما وجهين (قوله : لأن مجرد وجوده) أى : نفس الأمر ، وقوله لا يكفى فى الارتداع الأولى أن يقول لا يكفى فى التنزيل ؛ لأن الارتداع مرتب على التأمل لا على مجرد الوجود ، ويمكن تصليح عبارته بأن يقال مراده أن مجرد الوجود لا يكفى فى الارتداع ، بل لا بد فيه من التأمل ، والتأمل إنما يكون فى معلوم ، فلا بد أن يكون ما يقع فيه التأمل معلوما له ، وقد يرد هذا النظر بعد تصليحه بما قلنا بأن مراد المصنف فرض التأمل وتقديره لا التأمل بالفعل ، ولا شك أن مجرد الوجود فى نفس الأمر كاف فى ذلك فقول المعترض ، والتأمل إنما يكون فى معلوم مسلم فى التأمل بالفعل لكن ليس الكلام فيه ، فلا يرد هذا الاعتراض على هذا القبيل ، والحاصل أنه على كلام الشارح لا بد فى التنزيل من علم الدلائل بالفعل وعلى هذا القيل يكفى فيه وجودها فى نفس الأمر ، وإن لم تكن معلومة.

    (قوله : لأن المناسب حينئذ) أى : حين إذ فسر ما بشىء من العقل لا بالأدلة كما هو القول الأول ، وفى قوله : لأن المناسب إشارة إلى صحة هذا القيل بالحمل على الحذف والإيصال ، والأصل تأمل به ، فحذف الباء ووصل الضمير بالفعل ، أو يقال مراده بالفعل الأدلة العقلية ، وحينئذ فيرجع لما قاله الشارح أولا تأمل (قوله : ظاهر هذا الكلام أنه مثال إلخ) أى : لا تنظير ووجه كون ذلك ظاهرا من الكلام أن المتبادر من ذكره ذلك بعد القاعدة أعنى : جعل المنكر كغير المنكر وتعبيره بنحو أنه مثال لها (قوله : وترك التأكيد لذلك) أى : لذلك الجعل وكان مقتضى الظاهر أن يقال : أنه لا ريب فيه ،

    __________________

    (١) سورة البقرة ، آية : ٢.