لاعتبارات خطابية كثير فى الكلام منه قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) ...
______________________________________________________
أى : سواء كان حكما أو لازمه أو غيرهما فهو أعم مما قبله ، فهذا ترق عما ذكره المصنف ؛ لأن ذاك فى تنزيل العالم بفائدة الخبر أو لازمها منزلة الجاهل بها وهذا فى تنزيل العالم مطلقا ، وإن كان علمه بغير فائدة الخبر ولازمها منزلة الجاهل كما فى الآية على ما يأتى بيانه (قوله : لاعتبارات خطابية) أى : لأجل أمور إقناعية يعتبرها المتكلم حال مخاطبته تفيد ظن غير المخاطب أن المخاطب غير عالم كعدم الجرى على مقتضى العلم ـ كذا قرر شيخنا العدوى.
(قوله : (وَلَقَدْ عَلِمُوا) إلخ) اللام فى لقد موطئة للقسم أى : إنها واقعة فى جواب قسم محذوف والضمير فى علموا لليهود ، واللام فى لمن اشتراه : ابتدائية ، وضمير اشتراه عائد على كتاب السحر والشعوذة ، والمراد بالشراء الاستبدال والاختيار ، أى : اختياره على كتاب الله وهو التوراة ، ومن : مبتدأ ، وجملة اشتراه : صلة ، وقوله : (ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ :) جملة مركبة من مبتدأ وخبر فى محل رفع خبر من ، ومن فى قوله (مِنْ خَلاقٍ :) لتأكيد النفى ، وجملة (من (اشْتَراهُ) إلخ : فى محل نصب سادّة مسد مفعولى علموا لتعليقه بلام الابتداء ، وجملة : وليس إلخ : معطوفة إما على جملة القسم والجواب ، فيقدر فيها قسم وتكون لام لبئس موطئة له ، وإما معطوفة على جملة الجواب وحدها ، فلا يقدر فيها قسم وتكون اللام موطئة للقسم الأول ، كاللام الأولى ، ولو : شرطية ، ومفعول يعلمون : محذوف ، أو أنه منزل منزلة اللازم أى : لو كانوا يعلمون مذمومية الشراء ورداءته ، أو لو كانوا من أهل العلم ، وجواب لو : محذوف تقديره لامتنعوا ، وحاصل معنى الآية : والله لقد علم اليهود أن من اشترى كتاب السحر أى : اختاره على كتاب الله ماله فى الآخرة نصيب من الثواب أصلا ، ولا شك أن عدم الخلاق فى الآخرة حالة مذمومة ، فكأنه قيل : ولقد علموا رداءة حال من اشتراه ومذموميتها ، ثم قيل : وو الله لبئس ما باعوا به أنفسهم أى : حظوظها لو كانوا يعلمون برداءة ذلك الشراء لامتنعوا منه ، ومحل الشاهد من الآية قوله : لو كانوا يعلمون ، فإن