وأثبت الواسطة ، وزعم أن صدق الخبر (مطابقته) للواقع (مع الاعتقاد) بأنه مطابق (و) كذب الخبر (عدمها) ...
______________________________________________________
عند النيابة مصدر وتعجب |
|
ومفرغ ينقاس حذف الفاعل |
والفعل بعد إذا وإن مستلزم |
|
وجواب نفى أو جواب السائل. |
فإن قلت : من المقرر أن حذف المفرد أسهل من حذف الجملة فهلا جعل قولة : " الجاحظ" فاعلا لمحذوف قلت : هذا إنما يظهر إذا كان الموضع مما يطرد فيه حذف رافع الفاعل كأن يكون من الأماكن الأربعة المذكورة ، وأما فى غيرها فلا يجوز حذف رافع الفاعل فى سعة الكلام عند البصريين.
(قوله : وأثبت الواسطة) عطف مسبب على سبب أو لازم على ملزوم (قوله : وزعم أن صدق الخبر إلخ) ظاهره أن قول المصنف مطابقته خبر ؛ ل (لأن) المحذوفة مع اسمها وفيه أنهم لم ينصوا على جواز ذلك ، اللهم إلا أن يقال : هذا حل معنى لا حل إعراب فلا ينافى ما يأتى من أنه خبر لمحذوف ، وهو المحدث عنه أول التنبيه (قوله : مطابقته) خبر لمبتدأ محذوف ، وهو المحدث عنه أول التنبيه أى : صدق الخبر مطابقته وهو من إضافة المصدر لفاعله وفى الكلام حذف مضاف أى : مطابقة حكمه أى : نسبته المفهومة منه ومفعوله محذوف أى : مطابقة حكم الخبر الواقع أى : النسبة الخارجية الحاصلة بين الطرفين فى نفس الأمر ، وأدخل الشارح اللام على المفعول لتقوية العامل.
(قوله : مطابقته للواقع مع الاعتقاد بأنه مطابق) كما إذا قلت : الله واحد مع اعتقادك أنه مطابق للواقع ، وقوله : وكذبه عدم مطابقته للواقع أى : عدم مطابقة نسبته المفهومية منه للنسبة الخارجية الحاصلة بين الطرفين فى نفس الأمر مع اعتقاد عدم المطابقة كأن تقول : السماء تحتنا مع اعتقادك أنه غير مطابق ، فالاعتقاد المعتبر فى الصدق اعتقاد متعلق بالمطابقة ، والاعتقاد المعتبر فى الكذب اعتقاد متعلق بعدم المطابقة (قوله : مع الاعتقاد بأنه مطابق) الظرف مستقر وقع حالا من ضمير مطابقته أى : صدق الخبر مطابقته للواقع حال كون الخبر مصاحبا لاعتقاد المطابقة وليس حالا من المطابقة ، لئلا يلزم وقوع الحال من خبر المبتدأ والجمهور يمنعونه ، وفى كلام الشارح إشارة إلى أن